مراجعة شاملة لكتاب “غريزة الإرادة” للمؤلفة كيلي ماكغونيغال – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية
المقدمة
يُعد كتاب “غريزة الإرادة” الذي كتبته كيلي ماكغونيغال، واحدة من الأعمال البارزة التي تستكشف قوة الإرادة والتحديات التي تواجهها الإنسان في الحفاظ على التزامه وتحقيق أهدافه. يعرض الكتاب أنماطًا ثلاثية من الإرادة ويساعد القراء على فهم كيفية تحسين ضبط النفس، وكسر العادات السيئة، واختيار الأهداف طويلة الأمد على إغراءات الوقت الحاضر.
تتمتع كيلي ماكغونيغال بخبرة واسعة كعالمة نفس صحية في جامعة ستانفورد، وهي معروفة بقدرتها على تبسيط الأبحاث العلمية بحيث يستطيع الجمهور العادي فهمها وتطبيقها في حياتهم اليومية. وتضم عائلتها أيضًا أختها التوأم جين، التي تُعنى بمساعدة الناس على تحسين عاداتهم من خلال تحويل حياتهم إلى ألعاب.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: هناك ثلاثة أنواع من الإرادة
يعتقد الكثيرون أن الإرادة هي سمة واحدة تتمثل في مقاومة المغريات، لكن ماكغونيغال تُوضح أن الإرادة تنقسم إلى ثلاث فئات:
- قدرة “لن أفعل”: يتمثل هذا النوع في القدرة على مقاومة المغريات اليومية مثل الابتعاد عن الحلويات.
- قدرة “سأفعل”: تعكس هذه القدرة الالتزام بتنفيذ المهام الصعبة التي تقربنا نحو أهدفنا، مثل ممارسة الرياضة بانتظام.
- قدرة “أريد”: هي القدرة على تذكر أهدافنا البعيدة الأمد في اللحظات التي نحتاج فيها إلى تحفيز أنفسنا، مما يساعدنا على التمسك بخططنا طويلة الأجل.
من بين هذه الأنواع الثلاثة، تعد قدرة “أريد” هي الأقوى، حيث تعتمد على وجود سبب قوي ومقنع يمكننا من تأجيل الإغراءات الآن لتحقيق النجاح في المستقبل.
الدرس الثاني: استجابة التوقف والتخطيط هي غريزة الإرادة البيولوجية لدينا
نمر جميعًا بمواقف نشعر فيها بالخطر أو الضغط، مما يجعلنا نميل إلى الاستجابة بالطيران أو القتال. لكن ماكغونيغال تعرض استجابة بديلة تُسمى استجابة “التوقف والتخطيط”.
تتمثل هذه الاستجابة في اللحظات التي نواجه فيها تحديًا يتطلب إرادة، حيث تسمح لنا بالتوقف والتفكير، وتوجيه انتباهنا نحو الصراع الداخلي داخلنا. هذه الاستجابة تعطي الجسم والعقل فرصة لاتخاذ قرار أفضل بدلاً من الانفعال الفوري. يمكن تدريب هذه الاستجابة مثل أي عضلة في الجسم، لكنها تتطلب غذاء صحي، نوم جيد، وممارسة التأمل لتقويتها.
الدرس الثالث: السلوك الجيد في الماضي ليس عذرًا للسلوك السيء في الحاضر
قد نجد أنفسنا نقع في فخ المكافأة الذاتية على السلوك الجيد بمعاودة السلوك السيء مرة أخرى. على سبيل المثال، إتمام أسبوع ناجح دون تناول الكحول قد يدفع البعض إلى الاحتفال بمشروب في نهاية الأسبوع، وهو ما يعد تخليًا عن الهدف طويل الأمد. تُحذر ماكغونيغال من استخدام النجاحات السابقة كذريعة للفشل الحالي، مشددة على أهمية المحافظة على الزخم نحو تحقيق أهدافنا.
الفئة المستهدفة
يعتبر هذا الكتاب مناسبًا للأشخاص الذين يسعون لتحسين ضبط النفس وتطوير عادات جديدة مستدامة. يشمل ذلك:
- الأم البالغة من العمر 37 عامًا، التي تحاول تحسين نظامها الغذائي لكنها لم تجد بعد نظام مكافآت فعال.
- الموظف البالغ من العمر 50 عامًا، الذي يرغب في تغيير مساره الوظيفي لكنه يشعر بالضغوط ولا يستطيع التفكير بوضوح.
- أي شخص يرغب في تعزيز إرادته، مع فهم علمي قوي ومبسط لكيفية القيام بذلك.
الخلاصة
يقدم كتاب “غريزة الإرادة” رؤى قيمة ومعلومات ثرية لتعزيز ضبط النفس وتحقيق النجاحات طويلة الأمد. كيلي ماكغونيغال تُحسن تبسيط الأبحاث العلمية بحيث تكون مادة سهلة الفهم ويمكن تطبيقها في حياتنا اليومية. من خلال تقسيم الإرادة إلى ثلاث فئات وتوضيح كيفية تدريب استجابة “التوقف والتخطيط”، تقدم ماكغونيغال أدوات فعالة لكل من يسعى لتحسين حياته وتخطي الصعوبات. نوصي بشدة بقراءة هذا الكتاب، خاصة إذا كنت تبحث عن طرق علمية وعملية لتعزيز إرادتك وتحقيق أهدافك.