المقدمة
يُقدم كتاب “ابدأ” للمؤلف جون أكف خارطة طريق مفصلة لكيفية الانتقال من حياة متوسطة إلى حياة مثيرة ورائعة. يعتمد هذا الكتاب، الذي نُشر في عام 2013، على مبادئ عملية تساعد القارئ على تجاوز مخاوفه، والعيش بواقعية، والعمل بهدف. مع تزايد التحديات والتعقيدات في حياتنا اليومية، يوفر أكف بوصلة ملهمة للعثور على النجاح والسعادة الحقيقية من خلال اتباع خمس مراحل من النجاح بالتدريج.
جون أكف كاتب ومحفز معروف عمل في مجالات متعددة من قبل أن يصبح كاتباً بدوام كامل. كتابه الأول “المستقيل” (Quitter) حقق نجاحًا باهرًا بمجال التنمية الذاتية حيث شرح فيه رحلة تحوله من وظيفة مرهقة إلى تحقيق حلمه. مجمل أعماله تعكس شغفه بمساعدة الناس على تحقيق طموحاتهم وتجاوز قيودهم الذاتية.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: توقف عن انتظار الهدف وابدأ بالعيش معه!
وقت لمراجعة الواقع: يمكنك أن تعيش حتى عمر 100 سنة دون أن تكتشف الهدف الذي خُلقت من أجله. هذه الحقيقة لا يجب أن تكون محبطة بل محررة! خاصة إذا كنت شابًا. كثيرون منا يشعرون بضغط كبير من أجل معرفة هدف حياتهم في وقت مبكر، لكن أكف يعيد توجيهنا لنظرة جديدة، حيث يعتبر الانتظار عذراً للتكاسل. لذا بدلاً من الانتظار، عليك ببدء العيش بهدف، بغض النظر عن طبيعة هذا الهدف.
قد يتجلى هذا من خلال الالتزام في العمل، إرسال رسائل شكر لزملاء العمل، وإهداء الأزهار للأحباء. هذا النهج الإيجابي يمكن أن ينمي شعورًا بالنجاح والرضا في الأشياء البسيطة واليومية. الهدف ليس شرطا أن يكون شيئًا كبيرًا أو محوريًا، بل يمكن خلقه في التفاصيل الصغيرة.
الدرس الثاني: جرب عدة أشياء لتكتشف ما تحب!
بمجرد أن تأخذ زمام المبادرة في حياتك، يجب أن تبدأ في استكشاف ما يعتبره جون أكف “التجارب الحياتية”. الهدف هو أن تعيش حياة استثنائية بتجربة العديد من الأمور الرائعة لتكتشف ما يناسبك حقاً. هذه التجارب قد تختلف من مهمة إلى أخرى.
يمكنك اعتبار حياتك سلسلة من التجارب. كل تجربة ناجحة أو فاشلة تضيف إلى معرفتك وتوجهك لاكتشاف المزيد. فكرة محاولة العديد من الأمور تتضمن سؤال نفسك: “إذا كنت ستموت غداً، ما هو الشيء الذي ستندم على عدم فعله؟” ابدأ بالخطوات الصغيرة، ابحث، تعلم، واشغل وقتك بما يثير اهتمامك حتى تجد ما تحبه.
الدرس الثالث: حرر حياتك من الأمور التي لا تستمتع بها
في سياق تجربة العديد من الأمور واستكشافها، ستلاحظ أن هناك أشياء تحبها أكثر من الأخرى. وعندما تكتشف الأشياء التي تجذبك وتجعلك تنسى الوقت، حان الوقت لتحرير حياتك من الأنشطة التي لا تستمتع بها. يجب أن تركز على الأنشطة التي تستمتع بها لتبني حياتك حولها.
ولإيضاح هذه الفكرة، يشاركنا جون تجربته الشخصية كمستقل خلال سنة ونصف من العمل الحر. تضمنت مهامه كتابة مقالات المدونات، تحسين محركات البحث، إدارة الأعمال، الترجمة والعديد من المهام الأخرى. من خلال تجربة هذه الأمور، اكتشف أن الكتابة هي الشيء الذي يمكن أن يقوم به لوقت غير محدود وبشغف كبير. هذا يدعوه لتحرير وقته من الأنشطة الأقل تفضيلًا والتركيز على الكتابة.
هذه عملية تدريجية، تقتضي حذف وإضافة الأمور ببطء حتى تصل إلى التوازن المثالي بين ما تحب وما يتعين عليك القيام به.
الفئة المستهدفة
يخاطب كتاب “ابدأ” فئات متعددة من القراء. إنه مثالي للشباب الذين يحتارون في تحديد هدفهم أو يشعرون بالضغط للقيام بذلك. كما أنه مفيد للأكبر سنًا الذين يشعرون بأنهم لم يتعلموا شيئًا جديدًا منذ فترة، وأي شخص يجد نفسه عالقًا في ممارسة أنشطة لا يستمتع بها بشكل مستمر. بأسلوبه المرح والواقعي، يقدم أكف حلولاً عملية يمكن لأي شخص اتباعها لتحقيق التغيير والإيجابية في حياته.
الخلاصة
يستحق كتاب “ابدأ” لجون أكف القراءة لكل من يبحث عن التغيير في حياته ويتطلع لتحقيق أهدافه. بأسلوبه البسيط والملهم، يوجه جون القارئ خلال رحلة من الاكتشاف الذاتي والتحقيق العملي للأحلام. يجمع الكتاب بين النصائح الواضحة والأمثلة العملية، مما يجعله دليلًا شاملاً ليس فقط للعثور على الهدف، ولكن للعيش بحب وشغف كل يوم.
موصى بقراءة هذا الكتاب لأي شخص يريد أن يحول حياته من متوسطة إلى رائعة، ويبحث عن الطرق للإبحار في بحر الإمكانيات والفرص المتاحة له.
