المقدمة
يعد كتاب “السر” للمؤلفة روندا بيرن من الكتب التي أثارت الكثير من الجدل والاهتمام على مستوى العالم. يتناول الكتاب مفهوم قانون الجذب وكيفية تأثير التفكير الإيجابي على حياتنا اليومية. تُطرح فكرة أن الطاقة الإيجابية تجذب الأشياء الإيجابية إلى حياتنا، وهذه الفكرة أصبحت بمثابة دليل للكثيرين في سعيهم لتحقيق أهدافهم وأحلامهم. صدر الكتاب لأول مرة في عام 2006 وسرعان ما حقق انتشاراً واسعاً، حيث بيعت منه حوالي 30 مليون نسخة.
تتمتع روندا بيرن بخلفية واسعة في وسائل الإعلام والإنتاج التلفزيوني، وهذا ما ساعدها على تقديم هذا المفهوم الفلسفي بطريقة تجذب القارئ وتجعله يعتنق الفكرة ويطبقها في حياته.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: قانون الجذب من أقوى قوانين الحياة
يعتبر قانون الجذب واحدًا من أبرز المبادئ التي توجه حياتنا. ينص القانون على أن ما نفكر فيه ونشعر به هو ما نجذبه إلى حياتنا. وبهذا، يمكننا القول بأن ما نركز عليه هو ما سنحصل عليه في نهاية المطاف. يشبه الأمر إلى حد كبير المثل الألماني: “كما تنادي في الغابة، كذلك يرتد الصدى”.
وضحت بيرن هذا المفهوم بطرق مختلفة، من خلال الاستشهاد بالكثير من الأمثلة والقصص الواقعية. من الأمثلة البارزة، قصة أوبرا وينفري التي قرأت كتاب “اللون الأرجواني” وتخيلت نفسها تلعب دورًا فيه؛ ما حدث لاحقًا هو أن ستيفن سبيلبرغ قدم لها فرصة أداء الدور، وبهذا تحققت رؤيتها.
ومع ذلك، يُنتقد الكتاب في بعض الأحيان لتركيزه المفرط على قوة التفكير الإيجابي فقط، دون الإقرار بأن النجاح يتطلب أيضًا جهدًا حقيقيًا وأفعالًا ملموسة.
الدرس الثاني: قانون الجذب يعمل عند التفكير بالإيجابيات فقط
لتفعيل قانون الجذب، يجب أن نركز على ما نريد تحقيقه، وليس ما نريد تجنبه. عندما نركز على الإيجابيات ونتجنب التفكير في السلبيات، نصبح قادرين على جلب الأشياء الجيدة إلى حياتنا. مثال على ذلك هو قصة جيم كاري، الذي كان يتخيل إنجازاته المستقبلية باستمرار، وحتى أنه كتب لنفسه شيكًا بمبلغ عشرة ملايين دولار كتأكيد على تحقيق هدفه.
السر هنا يكمن في التفكير الإيجابي والتمعن في الصورة الجميلة التي نريد أن نراها في حياتنا. الأشخاص الذين يركزون على ما يخافون منه غالبًا ما يجدون أنفسهم في حالة من الركود وعدم التقدم، في حين أن الذين يجرؤون على التفكير بشكل إيجابي يمكن أن يحققوا إنجازات عظيمة.
الدرس الثالث: لتحقيق أحلامك، يجب أن تطلب وتؤمن وتتلقى
بالإضافة إلى التفكير الإيجابي، تقترح روندا بيرن عملية من ثلاث خطوات يمكن اتباعها لتفعيل قانون الجذب في حياتنا:
- الطلب: يجب أن تكون محددًا فيما تريده من الحياة. يجب أن يكون الطلب بلهجة الزمن الحاضر ومعبرًا عن الامتنان: “أنا ممتن لوجود [الرغبة المحددة] في حياتي.”
- الإيمان: عليك أن تؤمن بشدة بهدفك. هذا يعني أن تكون واثقًا ومنفتحًا لتحقيق الهدف. الإيمان القوي ينقل ثقة كبيرة قد تجعل الآخرين يدعمونك.
- التلقي: تخيل كيف ستشعر عند تحقيق الهدف، وعايش هذا الشعور بعمق. سيؤدي ذلك إلى توجيه أفعالك في الاتجاه الصحيح لتحقيق هدفك.
ولكن هنا يجب أن نذكر أن التفكير والإيمان وحدهما لا يكفيان. كما قال غاري في، “قانون الجذب يعمل فقط إذا كنت تقوم بالأفعال المناسبة لتحقيق أهدافك”.
الفئة المستهدفة
يمكن لأي شخص يسعى لتحقيق أهدافه وأحلامه ويؤمن بقوة التفكير الإيجابي أن يستفيد من كتاب “السر”. بعض الفئات التي قد تستفيد بشكل خاص تشمل:
- المذيعة المحلية التي ترى مسيرتها مهددة بسبب عدم العمل في محطة كبيرة: الكتاب يقدم لها الأمل ويشجعها على التفاؤل والتفكير الإيجابي لتحقيق ما تطمح إليه.
- الممثل الذي يكافح في هوليوود منذ سنوات طويلة: الكتاب يمكن أن يمنحه الأدوات النفسية اللازمة ويحفزه على مواصلة السعي لتحقيق حلمه.
- أي شخص يهوى الأفكار الجديدة ويتحمس لها: سيجد في “السر” الكثير من الأفكار الملهمة التي يمكن أن تُحدث فرقاً في حياته.
الخلاصة
في الختام، يمكن القول أن “السر” هو كتاب يستحق القراءة لأنه يقدم كثيرًا من الأفكار الملهمة حول قوة التفكير الإيجابي وكيفية تحقيق أهدافنا. لكن يجب على القراء أن يتذكروا أن التفكير الإيجابي ليس كل شيء، وأن العمل الجاد هو ما يجعل الأحلام تتحقق.
بالنسبة لمن يؤمنون بأهمية العقلية الإيجابية ويرغبون في استكشاف كيفية تأثيرها على حياتهم، فإن “السر” سيكون مرجعًا رائعًا. لكن من الجيد دومًا أن نأخذ الأفكار بحذر ونجمع بينها وبين العمل الفعلي لتحقيق نجاح حقيقي ومستدام.
