مراجعة شاملة لكتاب “The Little Book of Lykke” لمؤلفه ميك فيكينج – اكتشاف أسرار سعادة أسعد شعوب العالم
المقدمة
يأخذنا كتاب “The Little Book of Lykke” لمؤلفه الدنماركي ميك فيكينج في رحلة استكشافية لاكتشاف ما يقوله العلم عن السعادة الحقيقية. مستندًا إلى تجارب مبنية على الحياة في الدنمارك، إحدى أسعد دول العالم، يقدم فيكينج نصائح مُتقَنة من شأنها أن تُحسِّن من جودة حياتك وتجعلها أكثر سعادة. الكاتب هو المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السعادة، وله العديد من الكتب الأكثر مبيعًا حول موضوع السعادة، بما في ذلك كتاب “The Little Book of Hygge”.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: لكي تكون أكثر سعادة، اقضِ وقتًا أقل على الإنترنت واتصل بالناس من حولك
في الوقت الراهن، يمضي الكثير منا جزءاً كبيراً من وقته على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالوحدة وعدم الرضا عن الحياة. أشار ميك فيكينج إلى أهمية التواجد الفعلي مع الآخرين وتطوير العلاقات الاجتماعية الحقيقية كعوامل حيوية لتحقيق السعادة. فقد أجرى معهد أبحاث السعادة تجربة توضح أن الابتعاد عن فيسبوك لمدة أسبوع كامل يسهم في تقليل الشعور بالوحدة وزيادة الرضا عن الحياة.
في الدنمارك، يتمتع الأفراد بروح مجتمعية قوية، حيث يكون المواطنون على استعداد لدفع الضرائب العالية لأنهم يعلمون أن أموالهم ستُستخدم في تحقيق نفع عام. هذه الروح تثير شعور الأمان والتكافل الاجتماعي، ما يجعل الحياة تبدو أفضل عندما يعرف الشخص أنه مُعتمَد على مجتمع يدعمه. لذلك، يُوصي فيكينج بالتخفيف من استخدام الإنترنت والتحول إلى التفاعل الشخصي المباشر لتعزيز هذه الرابطة المجتمعية.
الدرس الثاني: زراعة السعادة يحتاج إلى وقت فراغ أكبر
يشير الكتاب إلى أن السعادة تنمو عند الحصول على وقت فراغ أكبر. في الدنمارك، يعمل الناس أقل من 30 ساعة في الأسبوع، ما يتيح لهم الاستمتاع بوقتهم وتحقيق مستويات أعلى من السعادة. يدعم فيكينج هذه النقطة بقصص من واقع حياته الشخصية، حيث تحدث عن تجربته في التحول للعمل كفريلانسر وكيف أن توفير مزيد من الوقت لمتابعة شغفه أدى إلى زيادة سعادته الشخصية.
يتحدث الكتاب أيضًا عن برنامج “الأجداد البدلاء”، وهو برنامج يربط الآباء الجدد بدون دعم عائلي كبير مع كبار السن في المجتمع ليحصلوا على المساعدة في رعاية أطفالهم. هذا البرنامج يُحقق فوائد للجميع، فالآباء يحصلون على وقت فراغ أكبر يرفع مستوى سعادتهم، بينما يبقى الأجداد النشطين أكثر صحة ويعيشون لفترة أطول بفضل هذه الأنشطة.
الدرس الثالث: مساعدتك للآخرين هي طريقة عظيمة لزيادة سعادتك
من المفاهيم المثبتة علمياً التي يسلط عليها فيكينج الضوء هي ما يُعرف بـ “السعادة المساعدة”. تُبرز الأبحاث أن مساعدة الآخرين تُفعِّل منطقة في الدماغ تجعلنا نشعر بالبهجة، وهي نفس المنطقة التي تتفاعل مع الأشياء الممتعة مثل الطعام والجنس. هذا الأمر له جذور تطورية، حيث تعتمد بقاء الإنسان على تكاتف المجتمعات ودعم بعضها البعض.
أحد أساليب زيادة السعادة هو عبر التطوع. يوضح الكتاب أن المتطوعين يملكون علاقات اجتماعية أوثق وأقل عرضة للاكتئاب. يتحدث فيكينج عن مجموعات مثل RAKtivists، وهي مجموعة تبحث عن أعمال عشوائية من الكرم يمكن أن تقوم بها. أيضاً، يمكن استخدام تطبيق “Be My Eyes” لمساعدة الأشخاص المكفوفين على التعرف على الأشياء أو قراءتها. تتوفر فرص كثيرة للمساعدة في المجتمع، والقيام بها يزيد من مستوى السعادة.
الفئة المستهدفة
هذا الكتاب مفيد لكل شخص يسعى لزيادة مستوى سعادته وتحسين جودة حياته. يناسب الأفراد الذين يهتمون بدراسة السعادة من وجهات نظر علمية واجتماعية، مثل علماء النفس والاجتماع. كما سيكون مفيدًا للأزواج الذين يتساءلون عن حياة الشعوب الإسكندنافية ويرغبون في تبني بعض تقاليدهم وعاداتهم في حياتهم اليومية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة والمنظمات التي تسعى لتحسين رفاهية موظفيها ومجتمعاتها يمكنها الاستفادة من نصائح وأساليب الكتاب.
الخلاصة
بشكل عام، يُعد The Little Book of Lykke كتابًا ممتازًا يُقدم العديد من الأفكار والاقتراحات العملية لزيادة السعادة. اعتمادًا على تجارب واقعية وأبحاث علمية، يُظهر الكتاب كيف يمكن أن تحدث تغييرات صغيرة فرقًا كبيرًا في سعادة الأفراد. ننصح بقراءة هذا الكتاب لكل من يرغب في تحسين مستوى سعادته وفهم العوامل التي تساهم فيها، مع اقتباس بعض النصائح العملية لتطبيقها في الحياة اليومية.
في النهاية، يُعد كتاب ميك فيكينج إضافة قيّمة لأي مكتبة شخصية تهتم بالسعادة وجودة الحياة، فهو لا يقدم فقط نصيحة مجردة، بل يُركِّز أيضًا على كيفية تطبيق هذه النصائح في الحياة اليومية.