مراجعة شاملة لكتاب “Measure What Matters” للمؤلف جون إي دوير – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية
المقدمة
يعد كتاب “Measure What Matters” أحد الكتب الأكثر تأثيرًا في مجال الإدارة والقيادة، حيث يقدم مقاربة جديدة وفعالة لتحقيق الأهداف التنظيمية والشخصية. يعتمد المؤلف جون إي دوير في هذا العمل على تجاربه الشخصية والمهنية، بالإضافة إلى تجارب شركاء مثل جوجل ومؤسسة بيل وميليندا غيتس والفنان بونو. يهدف الكتاب إلى تعليم الأفراد والشركات كيفية استخدام نظام “الأهداف والنتائج الرئيسية” (OKRs) لتعزيز الإنتاجية وتحقيق النجاح. بفضل هذا النظام، يمكن تحويل الأهداف الغامضة إلى نتائج ملموسة قابلة للقياس.
جون إي دوير هو مستثمر ورائد أعمال معروف، وله دور حاسم في تطوير ودعم العديد من الشركات الناشئة والتكنولوجية الكبرى. من خلال هذا الكتاب، يشارك دوير الرؤى والاستراتيجيات التي أثبتت فعاليتها في تحقيق النمو والابتكار.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: استخدم الأهداف والنتائج الرئيسية (OKRs) للحفاظ على التوجيه الصحيح نحو تحقيق أهدافك
الأهداف والنتائج الرئيسية (OKRs) هو نظام يتيح لك تحديد الأهداف الطويلة الأمد والنتائج المباشرة التي تمكنك من تحقيق تلك الأهداف. يعتمد هذا النظام على تقسيم الأهداف إلى قسمين: الأهداف (Objectives) والنتائج الرئيسية (Key Results). الأهداف تتعلق بالرؤية طويلة الأمد، بينما تُعنى النتائج الرئيسية بالخطوات الملموسة لبلوغ تلك الأهداف.
على سبيل المثال، عندما وضعت شركة إنتل هدفها بأن تصبح الأفضل في صناعتها، حددت نتائج رئيسية مثل جعل إحدى معالجاتها تُستخدم في منتجات شركات أخرى عشر مرات. يوضح هذا المثال كيف يمكن الجمع بين الرؤية بعيدة المدى والخطوات العملية لتحقيقها.
الدرس الثاني: تتبع تقدمك باستمرار لتتمكن من إعادة التوجيه عند الحاجة
التتبع المستمر للتقدم هو عنصر أساسي في الحفاظ على التوجيه الصحيح نحو تحقيق الأهداف. يساعد هذا النظام على اكتشاف الانحرافات وتصحيح المسار عند الحاجة. على سبيل المثال، تقوم جوجل بعقد اجتماعات شهرية لمراجعة التقدم المحرز ومناقشة أي عقبات وتحديث الخطط حسب الحاجة. توجد أربعة إجراءات يمكن اتخاذها عند مراجعة OKRs: الاكمال، التعديل، البدء، والتوقف.
- الاكمال: في حال كانت الأمور تسير على ما يرام.
- التعديل: إذا كانت الظروف الخارجية تتطلب ذلك.
- البدء: عند انتهاء هدف وبدء آخر.
- التوقف: عند الاعتراف بأن الخطة لا تعمل ولن تنجح.
الدرس الثالث: حدد أهدافًا كبيرة وادفع نفسك إلى أقصى حدودك لتحقيق النجاح
الأهداف الكبيرة أو “الطموحة” هي مفتاح لتحقيق الابتكار والنمو. تساعد هذه الأهداف على تحفيز الأفراد والفرق ليتجاوزوا قدراتهم الحالية. على سبيل المثال، لو لم تضع ناسا هدفها الطموح للوصول إلى القمر في عام 1969، لما تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
أثبتت البحوث أيضًا أن الموظفين الذين يحددون أهدافًا طموحة يكونون أكثر حماسة وإنتاجية في عملهم. وعلى الرغم من أن الأهداف الكبيرة قد تكون مخيفة في البداية، إلا أن نظام OKRs يمكن أن يساهم في تحقيقها بنجاح. تقدم جوجل على سبيل المثال تقسيم أهدافها إلى نوعين: الأهداف الملتزمة (Committed Objectives) التي تتطلب إكمالًا بنسبة 100% والأهداف الطموحة (Stretch Objectives) التي تركز على المشاريع الكبرى والتي تسعى إلى تحقيق إنجازات أكبر، حتى لو كان هناك احتمال للفشل يصل إلى 40%.
الفئة المستهدفة
يتوجه كتاب “Measure What Matters” إلى مجموعة واسعة من القراء، حيث يمكن للجميع تقريبًا الاستفادة من دروسه. يشمل ذلك:
- المديرين التنفيذيين الذين يسعون لتوحيد جهود النمو في شركاتهم عبر نظام فعال لتحقيق الأهداف.
- رواد الأعمال الذين يبدأون مشاريعهم الخاصة ويحتاجون إلى نظام متين لتوجيه خطواتهم نحو النجاح.
- الأفراد الذين يرغبون في تحسين إنتاجيتهم وتحقيق أهدافهم الشخصية من خلال تطبيق نظام OKRs في حياتهم اليومية.
الخلاصة
بشكل عام، فإن كتاب “Measure What Matters” يقدم نظامًا قويًا وفعالًا يساعد الأفراد والشركات على تحقيق أهدافهم بشكل منهجي ومنظم. من خلال تطبيق نظام الأهداف والنتائج الرئيسية (OKRs)، يمكن تحقيق تقدم ملموس والتحول بشكل ديناميكي عند الحاجة. هذا الكتاب ليس فقط للأشخاص الذين يشغلون مناصب إدارية، بل لأي شخص يرغب في تحسين إنتاجيته والوصول إلى أهدافه. بالتأكيد، هو كتاب يستحق القراءة لما يحتويه من رؤى قيمة وأدوات عملية تستطيع تغيير مسار حياتك أو عملك نحو الأفضل.