مراجعة كتب

مراجعة شاملة لكتاب بروتوبيا للمؤلفة إميلي تشانغ – كشف وتحطيم ثقافة الذكور في وادي السليكون

المقدمة

يستكشف كتاب “بروتوبيا: تحطيم نادي الأولاد في وادي السليكون” للمؤلفة إميلي تشانغ الجانب المظلم من قطاع التكنولوجيا الذي يُعتبر من أكثر القطاعات تقدمًا وابتكارًا في العالم. وفي هذا الكتاب، تفضح تشانغ الجنسانيّة المتجذرة في قلب شركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك وأبل وأمازون، وتلقي الضوء على كيفية تجاهل وإقصاء النساء من هذا القطاع.

إميلي تشانغ هي صحفية معروفة تعمل في مجال الأخبار الاقتصادية وتكنولوجيا الأعمال. عملت كمقدمة برامج إخبارية على قناة Bloomberg، وتتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأخبار الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية المرتبطة بها. يعد كتابها بروتوبيا إسهامًا هامًا في فضح قضايا عدم المساواة بين الجنسين والتحديات التي تواجهها النساء في قطاع التكنولوجيا.

الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية

الدرس الأول: النساء كن أول المبرمجين قبل أن يستولي الرجال على هذا المجال بتقارير كاذبة

في بداية القرن العشرين، كان البرمجة والتعامل مع أجهزة الكمبيوتر حكراً على النساء. ولكن بدأت الأمور تتغير في الستينيات من القرن الماضي عندما شُجعت الشركات على توظيف الرجال بناءً على تقرير زائف يزعم أن الرجال كانوا أفضل في البرمجة بسبب بعض الصفات المعينة مثل السلوك الانطوائي.

مراجعة شاملة لكتاب بروتوبيا للمؤلفة إميلي تشانغ - كشف وتحطيم ثقافة الذكور في وادي السليكون

كانت النساء جزءًا لا يتجزأ من ابتكارات الأجهزة الإلكترونية؛ فقد قاموا ببرمجة أول جهاز كمبيوتر للجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، وساهموا في تطوير البرمجة التي ساعدت في إنشاء القنابل الذرية التي ألقيت على اليابان. ورغم هذا، استولت ثقافة الرجال على المجال شيئا فشيء، مما أدى إلى تهميش النساء وإقصائهن.

الدرس الثاني: العمل في وادي السيليكون يمثل تحديًا كبيرًا للنساء

تفضح تشانغ الممارسات المُهينة والمتحيزة جنسيًا في بعض شركات وادي السيليكون، حيث تُستخدم النوادي الليلية كمواقع للاجتماعات، وهو ما يجعل النساء غير مرتاحات وشعورهن بالإقصاء.

تلقت النساء العاملات في التكنولوجيا معاملة ظالمة؛ فعندما تحقق النساء إنجازات، يُنسب ذلك إلى الصدفة، بينما يُعزى نجاح الرجال إلى قدراتهم. وأظهرت إحدى الدراسات أن النساء يتعرضن لمراجعات جودة العمل أكثر من الرجال، ولكن إذا لم يُعرف جنس المُبرمج، فإن أعمال النساء تحظى بتقدير أعلى.

الدرس الثالث: توظيف النساء ومعاملتهن بالعدل سيُحسّن الأرباح

الإحصاءات توضح أن الشركات التي تحظى بتوازن أكبر بين الجنسين في مناصب القيادة تتيح أداء مالي أفضل. وفقاً لأبحاث، فإن الشركات التي تشغل فيها النساء 40-60% من المناصب القيادية تحقق أرباحاً أكبر وتظهر إبداعاً وتفكيراً نقدياً أفضل بفضل تنوع الرؤى والمهارات التي يقدمها النساء.

من الأمثلة على ذلك، نمو قاعدة مستخدمي لعبة League of Legends من 67 مليونًا إلى 100 مليون بعد تنفيذ الشركة لسياسات صارمة لمكافحة الإساءة. فاستيعاب وتقدير احتياجات الفئة الكبرى من المستهلكين، والتي تشكل النساء نسبة كبيرة منها، يساهم في تحسين قرارات الشركات وزيادة الأرباح.

الفئة المستهدفة

يُعد هذا الكتاب مناسبًا لمجموعة متنوعة من القراء، بما في ذلك:

  • النساء اللاتي يسعين لدخول قطاع التكنولوجيا ويرغبن في معرفة التحديات التي قد يواجهنها.
  • المدراء وأصحاب العمل الباحثين عن كيفية تحسين بيئة العمل وجعلها أكثر عدلاً وشمولية.
  • أولئك الذين يعملون في وادي السيليكون أو أي مكان عمل يسيطر عليه الرجال ويرغبون في فهم الديناميكيات الداخلية ومعالجة القضايا الجنسانية.

الخلاصة

يقدم كتاب بروتوبيا نظرة صريحة ومباشرة على التحديات والمعوقات التي تواجه النساء في قطاع التكنولوجيا. ويكشف الكتاب عن الثقافات الضارة والعقبات الثقافية التي يجب مواجهتها لتحقيق بيئة عمل أكثر عدلاً ومساواة. من خلال الوقائع والأمثلة المثيرة، يوضح الكتاب أن تعزيز المساواة بين الجنسين ليس فقط مسألة أخلاقية ولكن أيضًا يمكن أن يحقق فوائد مالية كبيرة للشركات.

إذا كنت تهتم بمجال التكنولوجيا أو تعمل في بيئة عمل يسيطر عليها الذكور، أو تطمح للمساهمة في خلق بيئة عمل أكثر شمولًا ومساواة، فإن هذا الكتاب يستحق القراءة بجدارة.

أمير الكريبتو

مؤثر في مجتمع العملات الرقمية، يركز على تقديم استراتيجيات تداول فعالة وأخبار حصرية للمستثمرين.
زر الذهاب إلى الأعلى