مراجعة شاملة لكتاب Boost! للمؤلف مايكل بار-إيلي – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية
المقدمة
يقدّم كتاب Boost!: How the Psychology of Sports Can Enhance your Performance in Management and Work للمؤلف مايكل بار-إيلي، دليلاً شاملاً حول كيفية تعزيز الإنتاجية في العمل من خلال الاستفادة من تقنيات التحضير والأداء التي يستخدمها الرياضيون العالميون للفوز بالميداليات الذهبية. يعد هذا الكتاب خير مرجع لأي شخص يسعى لتحقيق أداء متميز في بيئة العمل، بالاستعانة بمبادئ علم نفس الرياضة. يأتي مايكل بار-إيلي بخبرة طويلة كمدرب أولمبي، مما يجعله مؤهلاً لتوجيه القراء حول كيفية تحقيق ذروة الإنتاجية والأداء.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: حدد أهدافك بدقة لتحقيق احتمالات أعلى لتحقيقها
يسلط “مايكل بار-إيلي” الضوء على أهمية تحديد الأهداف بشكل دقيق ومحدد، ويوضّح ذلك من خلال تجربته الشخصية أثناء خدمته في الجيش الإسرائيلي في شتاء عام 1971. كان يتحتم عليه اجتياز مسافة 3000 متر في أقل من 12 دقيقة، ولكن خلال التدريبات كان يجد صعوبة في الوصول إلى هذا الزمن المحدد. ولكن بعد تهديده بالعقاب من قبل أحد الضباط، ركّز على هدفه الجديد، وهو مواكبة الأفراد المتقدمين في السباق، وبالفعل نجح في تحقيق الهدف المطلوب عند السباق الفعلي.
يؤكد المؤلف أن تحديد الأهداف بدقة يساعد في توفير معيار للقياس والتقدم، وبالتالي يسهل تتبع كل خطوة نحو تحقيق الهدف. يمكن تطبيق هذا المبدأ بشكل خاص على الأهداف طويلة الأجل، حيث يمكن تقسيمها إلى أهداف قصيرة الأجل تساهم في تحقيق النجاح النهائي، ما يعزز فرص تحقيقها.
الدرس الثاني: الابتكار ينبع من تجريب طرق غير تقليدية لإنجاز المهام اليومية
يشير الكتاب إلى أن الابتكار لا يقتصر على عالم الأعمال فقط، بل له مكانه في الرياضة أيضًا. ضرب “مايكل بار-إيلي” مثالاً بريتشارد دوغلاس فوسبوري، لاعب القفز العالي الذي اشتهر بأسلوبه غير التقليدي “فوسبوري فلوب”، الذي مكنه من الفوز بالميدالية الذهبية في الأولمبياد. قبل ابتكاره، كان القافزون يعتمدون على القفز الأمامي، ولكن فوسبوري قلب المعادلة بالقفز الخلفي، ما أثار دهشة الجميع عند نجاحه الباهر.
يستخلص المؤلف من هذه القصة أن المشاكل قد تحمل في طياتها حلولاً غير متوقعة. يمكن اتباع النمط الرباعي التالي لتحقيق الابتكار:
- معرفة المشكلة
- البحث عن حل غير متوقع
- تحسين الفكرة من خلال الممارسة المتكررة
- مشاركة الابتكار مع العالم
استعرض المؤلف كيف تمكن فوسبوري من تحسين طريقة قفزه من خلال التجريب والممارسة أثناء فترة المدرسة الثانوية، ثم شارك نجاحه العالمي في الأولمبياد.
الدرس الثالث: التصور الذهني تقنية قوية يمكن أن تحقق تقريبًا نفس فوائد التدريب الفعلي
بينما قد يتعرض الأطفال للعقاب عند التخيّل في الصف، يعتبر التصور الذهني اليوم مهارة حيوية تفصل بين الناجحين في مختلف المجالات. تتحدث الأبحاث عن قدرة التصور على تحقيق نفس الفوائد التي يوفرها التدريب العملي تقريبًا، بشرط أن تكون لدى الشخص قدرة جيدة على التصور.
يشدد المؤلف على أهمية التخيل بوضوح وتصوير كل التفاصيل الحسية الممكنة، بدءًا من ما ستشعر به إلى ما ستسمعه وتراه. يُضرب مثلاً على هذه التقنية بـ”بيت مارافيتش”، لاعب كرة السلة في الدوري الأمريكي للمحترفين، الذي كان يركز على التقنية بدلاً من النتيجة، معتمدًا على مهارته في التصور الذهني لتحقيق الأداء المطلوب.
الفئة المستهدفة
يتناسب كتاب Boost! مع مجموعة متنوعة من القراء، بدءًا من القادة الذين يسعون إلى تحسين كفاءتهم الإنتاجية، مثل القادة الذين يبلغون من العمر 48 عامًا، وصولاً إلى موظفي المكاتب الذين يجدون صعوبة في الحفاظ على الإنتاجية، كالأفراد الذين يبلغون من العمر 33 عامًا. يمكن لأي شخص يرغب في فهم تأثير علم نفس الرياضة على الأداء في جميع المجالات أن يجد في هذا الكتاب مرجعًا هامًا.
الخلاصة
في النهاية، يُعد كتاب Boost! من الكتب التي تستحق القراءة لكل من يرغب في رفع أدائه اليومي إلى مستويات جديدة. يجمع الكتاب بين المبادئ الرياضية والنفسية في قالب عملي يمكن استخدامه في بيئة العمل. يمكن لهذه الرؤى والأدوات النفسية أن تلهم القراء وتوجههم نحو تحقيق أكبر استفادة من قدراتهم ومواردهم، مما يجعل الكتاب إضافة قيمة لأي مكتبة شخصية أو مهنية.