مراجعة شاملة لكتاب “شعر بالشعور الجيد وفقدان الوزن” للدكتور رانجان شاتيرجي – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية
المقدمة
في عالم مليء بالحميات الغذائية المبتذلة والإصلاحات السريعة لمشكلات الوزن، يأتي كتاب “شعر بالشعور الجيد وفقدان الوزن: عادات بسيطة لخسارة وزن مستدامة وطويلة الأمد” للدكتور رانجان شاتيرجي كمصدر موثوق ومعتمد لفهم فعلي لكيفية عمل الجسم عند تناول الطعام. يعتمد الدكتور رانجان شاتيرجي على أحدث الأبحاث العلمية ليقدم نصائح عملية يمكن أن تغير حياتك للأفضل وتساعدك على فقدان الوزن والشعور بالصحة على المدى الطويل.
يتمتع الدكتور رانجان شاتيرجي بخبرة واسعة في مجال الطب والصحة، حيث ساعد العديد من الأفراد على تحقيق أهدافهم المتعلقة بفقدان الوزن والصحة العامة. من خلال برنامجه التلفزيوني الشهير والمشاركات العديدة في البرامج الحوارية، نجح في تقديم المعلومات الصحية بأسلوب سهل الوصول والفهم.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: الإشارات البيولوجية التي تخبرنا متى نأكل ومتى نتوقف يمكن أن تكون مضطربة وتسبب مشكلات
تعمل أجسامنا بشكل مشابه للسيارات التي تعطينا إشارات عندما تحتاج إلى الوقود. ولكن بدلاً من البنزين، نحن بحاجة إلى الطعام. للأسف، قد تتعطل هذه الإشارات أحيانا وتصبح غير متزنة، مما يجعلنا نظن أننا نحتاج إلى الطعام حتى وإن لم نكن بحاجة إلى الطاقة الإضافية، أو يجعل أجسامنا تخزن الدهون بشكل غير ضروري.
لفهم أفضل لهذه الإشارات، نحتاج أن نتعرف على أربع إشارات بيولوجية مهمة:
- الجوع: الإشارة الأولى التي تخبرنا بضرورة تناول الطعام.
- الشبع: هرمون الليبتين الذي يخبرنا بمدى امتلاء معدتنا ومتى يتعين علينا التوقف عن الأكل.
- الإنسولين: الإشارة التي ترسلها أجسامنا لتخزين الدهون من السعرات الحرارية المكتسبة.
- نقطة الوزن: وهي الوزن المثالي الذي يتمسك به دماغنا، ويعمل الجسم على المحافظة عليه عن طريق تنظيم الجوع والتمثيل الغذائي.
بفهم هذه الإشارات، يمكننا تعديلها لصالح صحتنا وفقدان الوزن بصورة مستدامة.
الدرس الثاني: الأكل في الوقت المناسب، التحرك، والحصول على نوم جيد
قد يكون توقيت الطعام بأهمية نوعية الطعام نفسه. تشير الدراسات إلى أن تناول معظم السعرات الحرارية في النصف الأول من اليوم يمكن أن يؤدي إلى فقدان وزن أكبر مقارنة بتناول الطعام في النصف الثاني من اليوم. لذا يمكن أن يكون الحل بسيطاً مثل تناول معظم وجباتك قبل الساعة 3:00 مساءً وتناول عشاء خفيف.
تناول الوجبات بشكل متكرر يمكن أن يتسبب بمشكلات لهرمون الإنسولين ويجعلك في وضعية تخزين الدهون بشكل دائم. لذا من الأفضل الالتزام بثلاث وجبات يومياً وتقليل الوجبات الخفيفة.
إدخال الحركة إلى حياتنا اليومية هو مفتاح آخر للحفاظ على وزن صحي. لا يتعلق الأمر بممارسة الرياضة المكثفة، بل بالحركة الدائمة مثل المشي أكثر، وركن السيارة بعيداً، وحمل الأثقال في المنزل. يجب أن تكون الحركة ممتعة. يمكنك مثلاً الرقص على أغنيتك المفضلة أو القيام بنزهات مريحة.
لا يمكننا تجاهل أهمية النوم الجيد. النوم غير الكافي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على فقدان الوزن. ليس فقط لأنه يسبب الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام المعالج، بل أيضاً لأنه يرفع من مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول الذي يشجع على تخزين الدهون.
الدرس الثالث: تحسين عادات الأكل لتحقيق وزن صحي
الذهاب إلى باريس يمكن أن يكون مثالاً رائعاً لفهم كيف يمكن لعادات الأكل أن تؤثر على الوزن. على الرغم من أن الطعام الفرنسي يشتهر بالمعجنات والأجبان، فإن الفرنسيين يبدون أقل وزناً من الأمريكان. هذا يعود إلى كثير من الأمور التي تشمل طريقة تناولهم للطعام.
الممارسات الحديثة لتناول الطعام، مثل الأكل أمام الشاشات، يمكن أن تكون ضارة. هذا يجعلك تأكل بسرعة أكبر ودون الاستماع إلى الإشارات البيولوجية التي تخبرك بأنك ممتلئ. في المقابل، تناول الطعام ببطء يساعد جسمك على تسجيل إشارة الشبع قبل أن تفرط في الأكل.
في الثقافة اليابانية، يتبع الكثير من الناس عادة “هارا هاتشي بو”، أي تناول الطعام حتى تصل إلى 80% من الشبع. ليس الأمر بدقة قياس معين، ولكن يكفي التدريب لتعلم التعرف على الفرق بين شعور الجوع والشبع الكامل.
من المهم أيضاً أن تقوم بتناول الطعام مع الآخرين وبعيداً عن الشاشات. هذا سيساعدك ليس فقط في تحسين وزنك بل أيضاً في دعم صحتك النفسية والعاطفية.
الفئة المستهدفة
يعتبر كتاب “شعر بالشعور الجيد وفقدان الوزن” مثالياً لفئة واسعة من الأشخاص:
- الذين يشعرون بالإحباط من الحميات الغذائية السابقة ويبحثون عن حلول مستدامة.
- الشباب الذين يدرسون ليصبحوا أخصائيين تغذية ويرغبون في فهم أفضل لكيفية عمل الجسم.
- أي شخص يبحث عن طرق صحية لتحسين نوعية حياته وفقدان الوزن بشكل طبيعي ودائم.
الخلاصة
كتاب “شعر بالشعور الجيد وفقدان الوزن” للدكتور رانجان شاتيرجي يقدم نهجا علميا لفهم كيفية عمل جسدنا عند تناول الطعام، مع التركيز على العادات البسيطة التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان وزن مستدام وطويل الأمد. من خلال دراسة الإشارات البيولوجية، وتوقيت الوجبات، والحركة، والنوم، يوفر الكتاب توجيهات عملية وملموسة يمكن لأي شخص اتباعها لتحقيق وزن صحي وشعور أفضل.
إذا كنت تعب من محاولات الحميات الغذائية الفاشلة وتبحث عن طريقة علمية ومستدامة لفقدان الوزن، فإن هذا الكتاب هو الخيار الأمثل لك. إنه ليس مجرد كتاب عن الحميات الغذائية، بل دليل شامل لتحسين نوعية حياتك بشكل ملحوظ.