مراجعة شاملة لكتاب “استمر” لـ أوستن كليون – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية
المقدمة
يُعتبر كتاب “استمر” لـ أوستن كليون كدليل عملي لأولئك الذين يسعون للحفاظ على إبداعهم في مواجهة الصعوبات والتحديات. يركز الكتاب على كيفية الاستفادة من القوة العقلية في لحظات الإبداع وكذلك أثناء الأعمال الروتينية المملة. يسعى كليون من خلال نصائحه وأفكاره إلى مساعدة الفنانين، الكتاب، والمبدعين على الاستمرار في الابتكار وعدم الاستسلام.
أوستن كليون هو مؤلف وفنان معروف بأعماله التي تجمع بين الفن والأدب. من أشهر كتبه “اسرق مثل فنان” و”أظهر عملك”، حيث حقق منهما شعبية كبيرة ونجاحاً واسعاً في أوساط المبدعين والفنانين.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: اعثر على ما يحفّزك وأضفه لروتينك اليومي
تتمثل أولى نصائح كليون في ضرورة إيجاد المحفزات الخاصة بك والتي تساعدك على دخول جو العمل. يوضح كليون أن لكل شخص نظام تحفيزي مختلف، ويجب علينا اكتشاف ما يناسبنا. مثلاً، كان الشاعر الألماني الشهير جوته يشم التفاح الفاسد قبل أن يبدأ في الكتابة. بغض النظر عن ما يحفزك، يجب أن تضيفه إلى روتينك اليومي لتكون مستعداً ذهنياً وجسدياً للإبداع.
أهمية الروتين اليومي لا تكمن فقط في تنظيم الوقت، بل في إنشاء بيئة تساعدك على العمل بكفاءة. سواء كان تفضيلك للعمل في الصباح الباكر أو في الليل، أو حتى في مقهى، فإن الروتين يساعدك على تحديد وقت مخصص للعمل بعيداً عن أوقات الفراغ والتسلية.
الدرس الثاني: إنشاء محطة للنعيم لتحسين التركيز
محطة النعيم هو مفهوم طوره الكاتب جوزيف كامبل، ويشير إلى تخصيص مكان محدد للعمل يتوافق مع أذواقك الشخصية. يوفر لك هذا الفضاء بيئة آمنة تستطيع فيها التعبير عن نفسك الإبداعية بدون أي إزعاج. بغض النظر عن حجم المساحة المتاحة لك، يمكن أن تكون محطة النعيم غرفة فارغة، مرآب، أو حتى زاوية معينة في منزلك.
يمكنك أيضاً اعتبار محطة النعيم كوقت معين بدلاً من مكان معين، بحيث تختار فترة زمنية يكون فيها المنزل هادئاً، وتلتزم بهذا الوقت للانعزال والعمل بتركيز.
لضمان استفادتك القصوى من محطة النعيم، تخلص من جميع العوامل التي قد تشتت انتباهك. جرّب وضع هاتفك في وضع الطيران لتجنب الإشعارات والاتصالات التي قد تعيق تركيزك.
الدرس الثالث: تخلّص من الفوضى، اغتنم القيلولة، وحافظ على أصالة إبداعك
البقاء منتظماً وتنظيم مساحتك له تأثير كبير على إنتاجيتك وإبداعك. يعمل هذا التنظيم على تحسين المزاج ويُهيء لك بيئة عمل مشجعة. كما أن القيلولة تُعدّ من العادات الهامة التي يمكن أن تعزز من إبداعك. بضعة دقائق من النوم كافية لتنشيط الدماغ وتنظيفه من السموم وتوفير مجال أكبر للأفكار الجديدة لتتشكل.
من جهة أخرى، يجب أن تكون حذراً عندما يتعلق الأمر بموازنة الإبداع مع الربحية. ليس كل ما تبتكره يجب أن يكون مخصصاً لتحقيق الربح. في كثير من الأحيان، قد تجد نفسك متابعاً للاتجاهات العامة فقط لجني المال وهذا قد يؤدي إلى فقدان جوهر إبداعك.
الفئة المستهدفة
يستهدف كتاب “استمر” بشكل خاص:
- الصحفيين الشباب الذين يسعون لتحسين تنظيم حياتهم المهنية.
- الكتاب الذين يعانون من عدم القدرة على الكتابة.
- أي شخص يشعر بالإرهاق ويرغب في إعادة شحن طاقته وتحفيز إبداعه.
الخلاصة
يُعد كتاب “استمر” من الكتب القيمة التي تقدم نصائح وإرشادات عملية للحفاظ على الإبداع في مواجهة التحديات. إذا كنت تعاني من صعوبة الاستمرار في عملك الإبداعي، أو تجد نفسك محاصراً في روتين ممل، فإن هذا الكتاب سيكون مرشدك نحو تجديد شغفك وإبداعك. بفضل الأسلوب السلس لنصائح كليون والعدد الكبير من الأمثلة الواقعية، يصبح هذا الكتاب أداة ضرورية لكل من يسعى للنمو والازدهار في مجاله الإبداعي. بالنهاية، يعد “استمر” كتاباً يستحق القراءة لكل من يسعى لجعل إبداعه مصدراً للسعادة والإلهام.