مراجعة كتب

مراجعة شاملة لكتاب “عن الكتابة” لستيفن كينغ – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية

المقدمة

يعد كتاب “عن الكتابة: مذكرات الصنعة” للمؤلف الشهير ستيفن كينغ من بين الأعمال الأكثر إلهامًا وتوجيهًا لأي شخص يحلم بأن يصبح كاتبًا. في هذا الكتاب المميز، يمزج كينغ بين حكايته الشخصية ونصائحه القيمة حول الكتابة، مما يجعل منه دليلًا لا غنى عنه لكل من يطمح لدخول عالم الأدب. وبالنظر إلى تاريخ كينغ الحافل بكتابة أكثر من 60 كتابًا و200 قصة قصيرة، فإن خبراته العملاقة تجعل من نصائحه شيئًا يحمل وزنًا كبيرًا.

الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية

الدرس الأول: تعامل مع الرفض كأنه لعبة، وواصل اللعب حتى تنجح

يتحدث كينغ عن رحلته الشخصية في عالم الكتابة، وعن الأهمية البالغة للإصرار والتفاني. عندما بدأ كينغ الكتابة في سن مبكرة، شجعته والدته بشدة، مما أعطاه دفعة قوية إلى الأمام. ومع ذلك، لم تكن الأمور دائمًا سهلة، حيث واجه سيلًا من الاستجابات السلبية والرفض من المجلات ودور النشر.

ولكن بدلاً من أن يستسلم، قرر كينغ أن يتعامل مع الرفض كأنه تحدٍّ. كان يثبت كل رسالة رفض على مسمارٍ في جدار غرفته. مع مرور الوقت، زاد عدد الرسائل إلى حد أن المسمار سقط من الجدار، فاستبدله بمسمار أكبر. كانت هذه الرسائل دعوة للاستمرار في اللعب، ومواصلة التحسين حتى نال أول اعتراف حقيقي بموهبته.

بعد عشرين عامًا من الكدّ والجهد، أتى نجاحه الكبير عندما بيعت حقوق نشر رواية “كاري” بمبلغ 400,000 دولار. هذه القصة تلهم القراء بضرورة الاستمرار والإصرار مهما كانت العقبات.

الدرس الثاني: تجنب استخدام الظروف والنبرة السلبية؛ فهي تضعف كتابتك

تشدد نصائح كينغ على التجنب التام لاستخدام الظروف والنبرة السلبية في الكتابة. يعتبر كينغ أن هذه العبارتين تصبحا علامة على ضعف الثقة بالنفس ونقص الصلابة في التعبير. فمثلاً، بدلاً من قول “أقرت بيرثا بخجل أنها أكلت الحلوى”، يجب توضيح مشاعر بيرثا من خلال الفعل والسياق الوصفي: “بعد تلميس قدميها لمدة 30 ثانية، اعترفت بيرثا بأنها أكلت الحلوى”.

هذا النوع من الكتابة يرسخ الصور الحية في ذهن القارئ، ويمنح النص قوة ووضوحًا أكبر. كما أن استخدام الفاعل بدلاً من المفعول به يسهم في تدفق النص بسلاسة: “رمى فرانسيس كرة القدم بكل قوته” أفضل بكثير من “تم رمي كرة القدم من قبل فرانسيس بكل قوته”.

الدرس الثالث: اقرأ كثيرًا، واكتب كثيرًا، وسينسجم الأمر في النهاية

يؤكد كينغ على أهمية الاستمرار في الكتابة والقراءة لتطوير المهارات الأدبية. يعرض كينغ نصائح عملية مثل تحديد مكان وزمان ثابتين للكتابة، ومحاولة إنتاج 1000 كلمة يوميًا، ستة أيام في الأسبوع. وبالرغم من أن كينغ لا يكتب طوال الوقت، إلا أنه عندما يفعل ذلك، يحاول كتابة ست صفحات في اليوم، مما يتيح له إتمام رواية كل ثلاثة أشهر تقريبًا.

إلى جانب الكتابة، يشدد كينغ على ضرورة قراءة الأدب بكثافة. يحمل معه كتابًا في كل مكان، ويقرأ حوالي 80 كتابًا سنويًا، على الرغم من أنه يصف نفسه بالقراءة البطيئة. تحلل ودارسة كتابات الآخرين يساعد في تشكيل ذوقك وأسلوبك الخاص، ويتيح لك الفهم العميق لمختلف عناصر اللغة والقصص.

هنا تأتي نصيحة ذهبية من كينغ: “تظاهر بأن كتابًا تحبه هو كتاب سيء، وحاول أن تنتقده وتحسّن عليه”. هذه الطريقة تنمي مهارات النقد والتفكير الإبداعي لديك.

الفئة المستهدفة

يعتبر كتاب “عن الكتابة” مناسبًا لكل من يحمل في قلبه شغفًا للكتابة، سواء كان مبتدئًا أم ذو خبرة. يمكن للأطفال الصغار الذين يحبون خلق عوالمهم الفريدة، أو الصحفيين الذين هم في منتصف الطريق لإتمام رواياتهم، أن يجدوا في هذا الكتاب نصائح مفتاحية تسهم في تطوير مسيرتهم الأدبية. كما أنه يُعتبر دليلاً ممتازاً لكل من يسعى لتحويل الكتابة من هواية إلى مهنة حقيقية.

الخلاصة

بإيجاز، يعتبر كتاب “عن الكتابة” إضافة قيمة لأي مكتبة، لجمعه بين السيرة الذاتية الرائعة والنصائح العملية المفيدة. إنه يظهر بوضوح رحلة كينغ الشاقة والمثيرة نحو النجاح، ويعطي القارئ دفعة قوية للمواصلة والإيمان بنفسه. بالتأكيد، هذا الكتاب هو اختيار ممتاز لأي شخص يطمح لأن يصبح كاتبًا مبدعًا.

تستحق القراءة، وبشدة!

عقل الكريبتو

محلل بيانات بارع في العملات الرقمية، معروف بتحليلاته الذكية ورؤيته الثاقبة في عالم التشفير.
زر الذهاب إلى الأعلى