مراجعة كتب

مراجعة شاملة لكتاب “العادات الآن” للمؤلف د. نيل فيوري – اكتشاف استراتيجيات التخلص من التسويف

المقدمة

يقدم كتاب “العادات الآن” للدكتور نيل فيوري استراتيجيةً عمليةً للتخلص من التسويف وجعل العمل أكثر متعة وتحفيزًا. ويركز الكتاب على كيفية الاستمتاع بالوقت الفارغ دون الشعور بالذنب الذي يرافق عادةً الأشخاص الذين يمارسون التسويف. بالرغم من أنه قديم الطراز، إذ نشر لأول مرة عام 1988، إلا أنه لا يزال يحمل الكثير من الدروس القيمة والفعالة في تحسين الإنتاجية وتحقيق الأهداف.

يمتاز د. نيل فيوري بخبرته الواسعة في مجال علم النفس والإدارة، حيث قدم العديد من البرامج والمقالات التي تركز على تحسين الأداء الشخصي والمهني. هذا الكتاب هو أحد أبرز أعماله ويساعد القراء على التغلب على التسويف عبر مجموعة من الأدوات والتقنيات الفعالة.

الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية

الدرس الأول: التسويف ليس سمة فطرية، بل سلوك متعلم

يؤكد د. فيوري أن التسويف ليس سمة فطرية، بل هو سلوك يتعلمه الأطفال من تجاربهم في المدرسة والمنزل. في معظم الأوقات، نسمع العبارات التحفيزية التي تعتمد على مبدأ المكافأة والعقاب مثل “قم بواجبك وإلا لن تشاهد التلفاز”. هذه الطريقة تزرع في أذهان الأطفال فكرة أن العمل واجب والمرح متعة، مما يُنشئ حاجزاً بينهما. لذا، يعد التسويف نتاجًا لهذه النظرة الثنائية للعمل والمرح.

على سبيل المثال، الأطفال لا يتأخرون في اللعب بالطريقة التي يتأخرون في أداء الواجبات المدرسية، لأن اللعب يُنظر إليه على أنه متعة وليس عملاً. وإذا تمكننا من نقل هذه المتعة إلى مجالات العمل المختلفة، يمكننا تقليل التسويف بشكل كبير.

الدرس الثاني: حاول إعادة ترتيب جدولك بناءً على الأنشطة الممتعة

يقترح د. فيوري فكرة “إلغاء الجدولة التقليدية”، حيث يحدد الشخص الأنشطة التي يستمتع بها ويتأكد من تضمينها في جدول يومه. بدلاً من أن يكون العمل هو الذي يحدد إيقاع الحياة، يكون المرح والأنشطة المحببة هي التي تضيف الراحة والتوازن. هذه الممارسة لا تعطي أهمية للوقت المخصص للعمل فقط، بل تركز على الوقت المخصص للمرح، مما يجعل الشخص يشعر بالتوازن والرضا.

يمكنك تطبيق هذه الفكرة بأداء العمل في جلسات قصيرة مدة كل منها 30 دقيقة، تتخللها فترات راحة وأنشطة ممتعة. هذا النهج يساعد في زيادة التركيز والتقليل من الملل، وبالتالي يقلل من احتمالات التسويف.

الدرس الثالث: سجل المشتتات لتتمكن من توجيهها وتصنيف أهميتها لاحقًا

من الشائع أن يتم صرف انتباهنا بالعديد من المشتتات الصغيرة خلال العمل. ينصح د. فيوري بتدوين هذه المشتتات في دفتر صغير أو على قطعة ورق فور حدوثها. هذه الطريقة تشبه مجموعة التركيز في كتاب “زندة الأعمال” لدايفيد ألين، ولكن د. فيوري يضيف لمسة جديدة. ليس فقط يمكن التركيز على المهمة الحالية، ولكن أيضًا يمكن مراجعة قائمة المشتتات لاحقًا وتصنيف مدى أهميتها بالفعل. هذا يتيح المجال لتجنب الأشياء التي ليست ملحة ويوفر الكثير من الوقت والطاقة.

على سبيل المثال، إذا شعرت بالرغبة في مراجعة بريد إلكتروني جديد أثناء العمل، يمكنك تدوين هذه الفكرة ومراجعتها لاحقًا بعد الانتهاء من المهمة الأساسية. غالبًا ستكتشف أن هذه الأمور ليست بالضرورة عاجلة كما كنت تظن.

الفئة المستهدفة

سيجد العديد من القراء في كتاب “العادات الآن” دليلاً مفيداً للتخلص من تسويفهم وتحقيق أهدافهم بشكل أكثر فعالية. الطلاب في مراحل التعليم المختلفة يمكن أن يستفيدوا من النصائح لتجنب تأجيل المهام الدراسية. المديرون والمشرفون على المشاريع سيجدون أن تقنيات تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة قابلة للتنفيذ تساعدهم في إدارة مشاريعهم بشكل أفضل. كما أن الأشخاص الذين يعانون من عدم تنظيم حياتهم اليومية سيجدون فيه نصائح عملية لتنظيم وقتهم بشكل أفضل.

الخلاصة

بشكل عام، يعتبر كتاب “العادات الآن” للدكتور نيل فيوري كتاباً قيماً يستحق القراءة لمن يسعى للتخلص من عادة التسويف. تجمع تقنيات الكتاب بين العلم والنصائح العملية، مما يجعله أداة فعالة لتحسين الإنتاجية. يُظهر الكتاب أن العمل يمكن أن يكون ممتعًا إذا تم تنظيم الحياة بشكل يجمع بين العمل والمرح. إذا كنت تبحث عن طرق جديدة وفعالة للتخلص من التسويف، فإن هذا الكتاب هو الخيار الأمثل لك.

يؤكد د. فيوري على أهمية تحويل العمل إلى شيء ممتع ومجزٍ، مما يجعله يلهمك لبدء العمل بدون تسويف. استثمار وقتك في قراءة “العادات الآن” سيعود عليك بفوائد عملية ونفسية جمة، مما يجعلك تتخلص من العادات السلبية وتبني أخرى إيجابيّة.

عرّاب التشفير

مستشار متمرس في سوق التشفير، معروف بتوجيهاته الحكيمة واستراتيجياته الفعالة في عالم التشفير.
زر الذهاب إلى الأعلى