مراجعة كتب

مراجعة شاملة لكتاب “The How of Happiness” لسونيا ليوبوميرسكي – اكتشاف العلم وراء السعادة

المقدمة

يُعتبر كتاب “The How of Happiness” للمؤلفة سونيا ليوبوميرسكي دليلًا شاملاً يعتمد على الأبحاث العلمية لفهم السعادة وكيفية تحقيقها. يقدم الكتاب نهجًا منظمًا لزيادة مستوى السعادة الشخصية من خلال تغيير الأفكار والسلوكيات، بدلاً من انتظار حدوث أمور جيدة بشكل تلقائي. في هذا العصر الحديث، الذي نواجه فيه العديد من التحديات والضغوطات اليومية، تُعدّ هذه النظرة العلمية للسعادة ذات أهمية خاصة.

سونيا ليوبوميرسكي هي أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، وقد تميزت بأبحاثها الرائدة في مجال السعادة والرفاهية. لها العديد من الأعمال البارزة التي تسلط الضوء على كيفية تحقيق السعادة المستدامة، مما يجعلها خبيرة معترف بها في هذا المجال.

الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية

الدرس الأول: الدور الكبير للجينات والتفكير في مستوى السعادة

يلعب التكوين الجيني دورًا محورياً في تحديد مستوى التفاؤل لدينا، إلا أن أفكارنا هي التي تصنع الفارق الحقيقي في سعادتنا اليومية.

مراجعة شاملة لكتاب "The How of Happiness" لسونيا ليوبوميرسكي – اكتشاف العلم وراء السعادة

توضح ليوبوميرسكي أن لكل فرد نقطة مرجعية للسعادة، مُحددة جزئيًا بالجينات التي ورثناها من والدينا. ومع ذلك، فإن الأفكار التي نتبناها والتفسيرات التي نعطيها للأحداث اليومية لها تأثير كبير على شعورنا بالسعادة. إذا كنت تميل إلى التفكير السلبي، فإن ذلك يشير للجسم بإفراز هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون الإجهاد، مما يؤدي إلى حالة عامة من القلق ويقلل من مستوى السعادة.

ومن الأمثلة التي تضربها المؤلفة، الشخص الذي يعتقد بأنه مُقيّد بسوء الحظ سيشعر بالاكتئاب، حتى إن لم يكن هناك أي خلل جيني. لكن بمجرد فهم كيفية عمل الدماغ، يمكن تعلم كيفية تخطي التجارب السلبية وإنتاج أفكار جديدة ستجعلنا أكثر سعادة.

الدرس الثاني: الممارسات التي يمكنها زيادة السعادة – والعلوم تثبت ذلك

السعادة هي تجربة ذاتية يمكن التأثير عليها بعوامل خارجية، ومن ثم يمكن تعزيزها من الداخل من خلال ممارسات معينة.

تُبين الدراسات أن الشعور بالامتنان يجعلنا أكثر سعادة، إذ يُذكرنا بالأشياء التي يجب أن نكون شاكرين لها. ومع ذلك، من الضروري تجنب الإفراط في ممارسة الامتنان، حتى لا تتلاشى متعته. تشير الأبحاث إلى أن الكتابة في مجلة الامتنان مرة واحدة في الأسبوع تُعد كافية لزيادة السعادة بين المشاركين. أما الممارسة المفرطة فقد تزيل منها فرحتها.

المفتاح يكمن في إيجاد توازن يحافظ على ممارسة الامتنان دون الشعور بالملل منه. تأكد من ممارسة ذلك بانتظام وبشكل معتدل لتحسين مستوى السعادة بشكل مستدام.

الدرس الثالث: الطريقة العلمية لتحقيق السعادة تشمل مجموعة من النشاطات

السعادة ليست مجرد حالة ذهنية تتحقق من خلال التفكير الإيجابي، بل هي مزيج من الظروف والتجارب والجينات.

هناك عدة طرق لزيادة مستوى السعادة في حياتنا، وهنا بعض من أكثرها فعالية:

  • ممارسة التمارين البدنية – الدراسات تظهر أن التمارين المنتظمة يمكن أن تكون فعالة بقدر فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب في تخفيف أعراض الاكتئاب.
  • التأمل – الأبحاث تبين أن التأمل يمكن أن يزيد من نشاط القشرة الأمامية اليسرى المرتبطة بالأفكار والمشاعر الإيجابية، ويقلل من نشاط اللوزة اليمنى المرتبطة بالتفكير السلبي والمشاعر السلبية.
  • ممارسة الشعائر الروحية أو الدينية – الذين يمارسون الدين أو الروحانية يظهرون عادة مستويات أفضل من الصحة النفسية مقارنة بغير المتدينين.
  • تحسين العلاقات الاجتماعية – العلاقات الجيدة يمكن أن تعزز السعادة من خلال شعورك بأنك مقبول ومدعوم من قبل الآخرين.

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالضيق، جرب إحدى هذه الاستراتيجيات لترى كيف يمكنها أن تحسن يومك.

الفئة المستهدفة

يستهدف كتاب “The How of Happiness” مجموعة واسعة من القراء. يمكن لأي شخص يبحث عن تحسين مستوى سعادته الاستفادة من هذا الكتاب، وخاصة:

  • الأشخاص الذين يشعرون بالإرهاق: للذين بلغوا الـ37 من العمر ويشعرون بالإرهاق، قد يكون هذا الكتاب دليلاً للعودة إلى الفرح.
  • الذين يمرون بفترة صعبة: الأفراد في منتصف العمر الذين يواجهون تحديات في حياتهم قد يجدون الضوء في تعاليم هذا الكتاب.
  • المتقاعدين: يمكن للأشخاص البالغين من العمر 67 عاماً والذين يبحثون عن طرق للاستمتاع بالحياة بعد سنوات من العمل الشاق الاستفادة من النصائح العملية والتأملات المقدمة في هذه الصفحات.

الخلاصة

يُقدم كتاب “The How of Happiness” منهجاً علمياً للوصول إلى السعادة. يقدم الكتاب خطوات واضحة ومفيدة لزيادة مستوى السعادة من خلال ممارسات مثل كتابة يوميات الامتنان، والتمتع باللحظات الصغيرة، وتبني التفاؤل. كما أنه يُظهِر قوة الأفكار والأنشطة الإيجابية في تحسين حياتنا يوما بعد يوم.

بشكل عام، يُعد هذا الكتاب دليلاً لا يقدر بثمن لأي شخص يرغب في تحسين مستوى سعادته وفهم العلوم الكامنة وراء ذلك. ننصح بشدة بقراءته لكل من يسعى لإيجاد مزيد من البهجة والتوازن في حياته.

ثعلب البيتكوين

مستشار مالي متخصص في العملات الرقمية، يركز على تحليل أسواق البيتكوين وكشف الفرص الاستثمارية المميزة.
زر الذهاب إلى الأعلى