تشاع الأقاويل أن ناسداك كانت تملك بيتكوين تمت مصادرته من سوق الويب المظلم “سيلك رود”، ومن خلال ذلك، العملاء المتضررين من منصة تداول العملات الرقمية اليابانية المفلسة Mt. Gox.
البداية
تبدأ القصة في ديسمبر 2014، عندما أنفق “باري سيلبرت” أقل من 17 مليون دولار لشراء 48,000 بيتكوين تمت مصادرته من “سيلك رود” خلال مزاد نظمته الشرطة الأمريكية.
هذا الصندوق سيتحول لاحقًا إلى Grayscale Bitcoin Trust (GBTC)، ولكن في نهاية عام 2015، كان هناك وقت قد تكون ناسداك بنفسها قد سيطرت على تلك البيتكوينات.
العلاقة بين ناسداك وبيتكوين
لفهم العلاقة بين ناسداك وبيتكوين، نحتاج إلى العودة إلى مسيرة “سيلبرت”، وبالتحديد إلى عام 2004 عندما أسس “SecondMarket”.
اكتسبت “SecondMarket” شهرة في البداية كوسيلة للحصول على حقوق الملكية من موظفي الشركات غير العامة عبر منصة شبيهة بالسوق الثانوية. على مدى تسع سنوات، تنوعت أنشطة الشركة بشكل كبير وبحلول سبتمبر 2013، أطلق “سيلبرت” Bitcoin Investment Trust، صندوق استثمار بالبيتكوين فقط للأفراد ذوي الملاءة المالية العالية.
بعد شهر من إطلاق الصندوق، قامت “إف بي آي” بإغلاق سوق “سيلك رود” وصادرت كميات ضخمة من البيتكوينات، وضعتها في عهدة الشرطة الأمريكية.
استحواذ ناسداك وسوق البيتكوين
بعد أقل من خمسة أشهر، أعلنت منصة التداول اليابانية-الأمريكية Mt. Gox إفلاسها، وبعد أقل من عام، قامت Bitcoin Investment Trust بشراء البيتكوين المصادر من الحكومة الأمريكية.
في العام التالي، استحوذت ناسداك على “SecondMarket” وBitcoin Investment Trust والبيتكوين نفسه، والذي قد تكون قيمته اليوم حوالي 3 مليارات دولار.
مكاسب سيلبرت الضخمة وخسائر العملاء
رغم أن بعض ضحايا Mt. Gox حصلوا على تعويضات محدودة، فإن أغلب العملاء لم يتلقوا شيئًا حتى الآن. بالفعل، حرمت حالات الإفلاس هؤلاء العملاء من أصولهم لأكثر من عقد. وعلى نفس النمط، صادرت الحكومة الأمريكية بيتكوين “سيلك رود” بشكل مباشر من المشغلين والعملاء، مما جعل عائدهم المالي صفرًا.
على عكس ذلك، استفاد صندوق “سيلبرت” من زيادة في قيمة البيتكوين تصل إلى 175 ضعفًا منذ فوزه في المزاد الأمريكي نهاية عام 2014.
يشير البعض إلى أن ناسداك كانت مهتمة بشكل خاص بحيازاتها من البيتكوين عند استحواذها في عام 2015، بينما لا يزال الآخرون غير واضحين ما إذا كانت “SecondMarket” ما زالت تملك حقوق أي بيتكوين تم شراؤه من المزاد في ذلك الوقت.
التطورات الأخيرة
في النهاية، من غير الواضح ما إذا كانت “SecondMarket”، أم Bitcoin Investment Trust، أم المستثمرين المعتمدين لصندوق الاستثمار بالبيتكوين أصبحت مالكة نهائية للبيتكوين الذي تمت مصادرته من الشرطة الأمريكية.
على نفس الصعيد، مع بقاء “SecondMarket” وMt. Gox وGrayscale شركات خاصة منذ نشأتها، توجد تسجيليات عامة محدودة لتتبع ملكية البيتكوين الذي تم شراؤه من المزاد.
نظرية استثمار باري سيلبرت المبكرة
بينما تظل تتواجد نظريات تربط باري سيلبرت بالمزيد من البيتكوين الذي تمت مصادرته من الحكومة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، تشاع الأقاويل أن شركة “Cumberland” التابعة لـDRW قد فازت بقطعة أخرى من المزاد الثاني الخاص بالشرطة الأمريكية يحتوي على 27,000 بيتكوين. تعرف “Cumberland” بعلاقتها مع “Digital Currency Group” التابعة لباري سيلبرت، والتي كانت شركة شقيقة لـ”SecondMarket”.
يعتقد بعض مراقبي البلوكشين أن بعض تلك البيتكوينات الـ27,000 قد انتهت بـ”Grayscale” التابع لباري سيلبرت، والذي كان لديه علاقة عميقة مع “جنيسيس” التابع لـ “Digital Currency Group” وجيميناي الخاص بـ تايلر و كاميرون وينكلفوس عبر برنامجهم الفاشل “Gemini Earn”.
في النهاية، ليس من الصعب تتبع البيتكوين على البلوكشين. ومع ذلك، من المستحيل تقريبًا تتبع البيتكوين الذي يتغير مالكه عبر العقود الورقية داخل الشركات الخاصة. وفي حالة Bitcoin Investment Trust (الذي أصبح الآن GBTC) والبيتكوين الذي تمت مصادرته من الشرطة، نادرًا ما تم تغيير ملكيته عبر نقل على البلوكشين. كما هو الحال غالبًا مع الشركات الخاصة والصناديق غير العامة، تتغير الملكية كثيرًا عبر التوقيع على العقود الورقية.
عندما يشتري شخص ما سهمًا من GBTC، لا يقوم البائع بنقل البيتكوين عبر البلوكشين. ومع ذلك، تتغير ملكية أكثر من 160 مليون دولار من البيتكوين يوميًا عبر تداولات GBTC خارج البلوكشين. وبالمثل، تتغير ملكية عشرات المليارات من الدولار من الأصول الرقمية يوميًا خارج البلوكشين عبر بورصات العملات الرقمية العالمية. وهذا يعقد عمل المحققين في البلوكشين.
تتبع البيتكوين المصادرة من الحكومة إلى ناسداك
تعقب تاريخ البيتكوين الخاص بـMt. Gox و”سيلك رود” المأخوذ من مزادات الشرطة الأمريكية هو بالتأكيد مدهش، لكنه لا يعدو كونه جزءًا صغيرًا من القصة الأكبر. يوضح البلوكشين أن ناسداك انتهى بها المطاف بإدارة — سواء نيابة عنها أو نيابة عن عملائها — بعض البيتكوين المصادر من الحكومة الأمريكية مع روابط إلى مشتريات “سيلبرت” البارعة منذ أكثر من عقد.
بالمثل، ترتبط مزادات بيتكوين التي تجريها الشرطة الأمريكية بكيانات مثل Grayscale وCumberland وGenesis وDigital Currency Group وGemini.
كل 1000 دولار من البيتكوين قبل عقد من الزمن الآن تساوي 100,000 دولار، وأي شخص كان محظوظًا بما يكفي ليملك رأس المال للمزايدة على مزادات بيتكوين “سيلك رود”، وحكمة عدم البيع أبدًا، فإن التقدير هو بالتأكيد مغير للحياة. لقد ساهمت المكاسب من هذه المزادات المبكرة في رأسمال بعض أكبر شركات العملات الرقمية الموجودة اليوم.
