يتيح البيتكوين (BTC) وغيره من العملات المشفرة للأفراد فرصة كسب دخل سلبي، أي الربح دون الحاجة إلى المشاركة النشطة. لا يتطلب الأمر اتخاذ مخاطر تجارية غير ضرورية أو قضاء الوقت في قراءة وتحليل كميات هائلة من المعلومات. على الرغم من أن مفهوم الكسب السلبي ليس جديدًا، إلا أن العملات المشفرة أضافت أبعادًا جديدة له. تُطبق مفاهيم مثل الفائدة المركبة أو إعادة استثمار الأرباح أيضًا في سوق العملات المشفرة، مما يخلق نظامًا يُمكن من خلاله الكسب السلبي. دعونا نناقش طرقًا مختلفة لكسب الدخل السلبي باستخدام البيتكوين في هذه المقالة، بما في ذلك الحسابات ذات الفائدة، والإقراض، والتعدين، والتداول، وحصص السيولة.
حسابات الفائدة على البيتكوين
تشبه حسابات الادخار بالعملات المشفرة حسابات الادخار العادية حيث تقدم فائدة ثابتة على الأصول المشفرة المودعة. يمكن للمرء أن يختار خطط الادخار المرنة، والتي تتيح للمودع سحب الأصول في أي وقت يرغب فيه، أو خطط الادخار الثابتة، حيث تبقى الأصول مودعة لفترة محددة مسبقاً. غالبًا ما تكون أسعار الفائدة في خطط الادخار الثابتة أعلى من تلك العادية. كما أن مدة الإيداعات الثابتة تعتبر أقصر بكثير من حسابات البنوك التقليدية. في بعض البروتوكولات، ليس هناك حاجة إلى حد أدنى من الإيداع.
إقراض البيتكوين
يحدث إقراض البيتكوين عندما يقوم أي شخص يمتلك BTC بإقراض العملة المشفرة للمقترضين عبر منصة مركزية، لامركزية أو من نظير إلى نظير (P2P). في المقابل، يدفع المقترضون فوائد يومية أو أسبوعية أو شهرية. تأخذ منصة الإقراض عادةً رسوماً على هذه الخدمة. تتأثر الأرباح بثلاثة عوامل: إجمالي قيمة البيتكوين المُقرض، مدة القرض، وسعر الفائدة.
الإقراض المركزي مقابل اللامركزي
على المنصات المركزية، يجب على المستخدمين إيداع بيتكويناتهم في المنصة، مما يعني أن المنصة تأخذ الوصاية على الأصول. ولكن في المنصات اللامركزية، تستخدم العقود الذكية لأتمتة عملية الإقراض بدون تدخل بشري. في منصات النظير إلى النظير، يمكن للمستخدمين تحديد شروطهم الخاصة مثل سعر الفائدة ومبلغ البيتكوين الذي يرغبون في إقراضه.
تعدين البيتكوين
يمكن للمرء أن يحصل على مكافأة مقابل استخدام قدرته الحاسوبية لتأمين شبكة البيتكوين. البيتكوين هو بروتوكول إثبات العمل (PoW) الذي يتطلب من المشاركين في الشبكة حل لغز رياضي لمنع أي شخص غير معتمد من إحداث تغييرات ضارة بالشبكة. في الأيام الأولى، كان يمكن للمستخدمين تعدين البيتكوين باستخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ولكن مع نمو الشبكة زادت صعوبة التعدين، مما أجبر المعدنين على استخدام معدات تعدين مخصصة تسمى الدوائر المتكاملة الخاصة بالتطبيقات (ASICs).
تداول البيتكوين
مثل جميع الأصول المالية، يتأثر سعر البيتكوين بقوانين العرض والطلب. يمكن لأي شخص يمتلك BTC الاستفادة من تقلبات السوق لتحقيق الربح عن طريق التداول، سواء عن طريق الشراء (عندما يتوقع ارتفاع الأسعار) أو البيع (عندما يتوقع انخفاض الأسعار). على العموم، يمكن للتداول الذكي مع وضع استراتيجيات جيدة أن يزيد من فرص الربح ويقلل من المخاطر.
حوض سيولة البيتكوين
تُعتبر أحواض السيولة، وهي عماد التبادلات اللامركزية (DeXs)، أيضًا ساحةً ممتازة للكسب السلبي. حوض سيولة البيتكوين هو عبارة عن كومة رقمية من العملات المشفرة التي يتم قفلها في عقد ذكي، مما يخلق سيولة لتسريع المعاملات. يحصل موفرو السيولة (LPs) على جزء من الرسوم والحوافز مقابل توفير السيولة لحوض السيولة. يحصلون على عوائدهم في شكل رموز LP التي يمكن استخدامها عبر نظام التمويل اللامركزي (DeFi).
الخطوات الأساسية للمشاركة في أحواض السيولة
- اختيار منصة تبادل لامركزية مثل UniSwap أو SushiSwap أو PancakeSwap.
- تحديد زوج العملات المشفرة للسيولة، مثل BTC-USDT أو ETH-USDC.
- استثمار المبلغ المطلوب في الحوض والاستفادة من العوائد.
مراقبة النظام البيئي المتغير
قدرة المرء على كسب الدخل السلبي من البيتكوين تعزز من قيمة حيازاته. لكن الاستثمار في العملات المشفرة يمتلك دائمًا عنصر المخاطرة بسبب التقلبات. يجب على المرء أن يقوم بأبحاث كافية حول العوائد المتوقعة وعوامل المخاطرة قبل اتخاذ أي قرار بالاستثمار. يتطور النظام البيئي للعملات المشفرة باستمرار، وقد تظهر استخدامات جديدة للبيتكوين، مما يجعل من الضروري مراقبة الفرص الناشئة.
كما أن العقوبات التنظيمية المحلية تعتبر أحد الجوانب المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار. تعد العملات المشفرة، بما فيها البيتكوين، تحت مراقبة السلطات التنظيمية، ويجب أن يكون المرء على دراية بما تسمح به وتمنعه هذه السلطات.
