تعد خوارزميات وبوتات التداول أدوات شائعة في تداول العملات المشفرة. ومع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، تمت إضافة قدرات جديدة لهذه الأدوات، مما أدى إلى ظهور بوتات تداول العملات المشفرة القائمة على الذكاء الاصطناعي وزيادة الاهتمام باستخدامها. بالنسبة للمستثمرين الذين يستفيدون من هذه الأدوات لتعزيز استراتيجياتهم في التداول اليومي، فإن تدريب بوت الذكاء الاصطناعي بشكل فعال يكون أمرًا حاسمًا لنجاحهم.
ما هو بوت تداول العملات المشفرة بالذكاء الاصطناعي؟
بوتات تداول العملات المشفرة بالذكاء الاصطناعي هي برامج أو منصات تستخدم الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، أو الخوارزميات لمراقبة أسواق العملات المشفرة وتنفيذ التداولات بشكل تلقائي. تقوم بوتات التداول بأتمتة مهام التداول مثل اختيار، شراء، أو بيع العملات المشفرة بناءً على معايير معينة واستراتيجية المتداول المختارة.
يستخدم متداولو العملات المشفرة هذه الأدوات للاستفادة من تحركات الأسعار المفاجئة لشراء وبيع أصولهم الرقمية دون الحاجة إلى مراقبة الأسواق بشكل مستمر أو دخول منصة التداول لإجراء التداولات يدويًا عند رؤية الفرص أو المخاطر.
من الجدير بالذكر أن أدوات التداول الخوارزمية غير الذكاء الاصطناعي كانت موجودة منذ فترة. وقد تطورت هذه الأدوات وأصبحت أكثر تعقيدًا مع إضافة الذكاء الاصطناعي. يركز هذا المقال على بوتات التداول بالذكاء الاصطناعي وكيفية تدريب بوت الذكاء الاصطناعي على التداول اليومي بدلاً من الحديث عن التداول الخوارزمي وحده.
ما هي فوائد تدريب بوت الذكاء الاصطناعي؟
يعد تدريب بوت الذكاء الاصطناعي، أو في هذه الحالة إعداد أداة تداول العملات المشفرة بالذكاء الاصطناعي، تقنية إدارة مخاطر تساعد متداولي العملات المشفرة على تقليل المخاطر، تخفيض الخسائر، وزيادة الأرباح عند استخدام هذه الأدوات.
تتيح بوتات تداول العملات المشفرة بالذكاء الاصطناعي أو المنصات المتاحة للشراء للمتداولين تعيين معاييرهم الخاصة واستراتيجيات تنفيذ الطلبات. يمكن أن تتضمن هذه المعايير وضع أوامر وقف الخسارة، استراتيجيات التداول اليومي المحددة، تنويع المحفظة والمزيد.
الخطوات التدريبية لتدريب بوت الذكاء الاصطناعي على التداول اليومي للعملات المشفرة
يجب على المستثمرين والمتداولين الذين يستخدمون بوتات التداول بالذكاء الاصطناعي فهم التداول بعمق وكذلك معرفة ميزات وقدرات البوت. فيما يلي الخطوات الأساسية لكيفية تدريب بوت الذكاء الاصطناعي على التداول اليومي بالعملات المشفرة، والتي يمكن أن تختلف اعتمادًا على استراتيجية المتداول واختيار البرنامج.
الخطوة الأولى: اختيار بوت تداول الذكاء الاصطناعي بعناية
تتوفر العديد من بوتات التداول بالذكاء الاصطناعي، ومع تقدم الذكاء الاصطناعي ظهرت أجهزة أكثر قدرة. يجب على المتداولين استخدام أداة آمنة وموثوقة توفر الميزات المطلوبة وتدعم العملات المشفرة.
الخطوة الثانية: إنشاء حساب وربطه بمنصة تداول العملات المشفرة
يجب على المتداولين اختيار منصة تداول العملات المشفرة للاتصال بالبورت باستخدام مفاتيح واجهة برمجة التطبيقات (API) المقدمة. من المهم التأكد من أن العملية آمنة والتحقق من الأذونات الممنوحة للبورت.
الخطوة الثالثة: إعداد وتخصيص استراتيجيات التداول
هذه الخطوة حيوية في تدريب بوت الذكاء الاصطناعي الجاهز للتداول اليومي. تتيح العديد من بوتات تداول العملات المشفرة بالذكاء الاصطناعي للمتداولين الاختيار من استراتيجيات محددة مسبقًا أو بناء استراتيجياتهم الخاصة. يجب على المتداولين مراعاة الأسواق وتحمل المخاطر، وتعيين معايير للمواقع التداولية، وقف الخسارة، مستويات جني الأرباح وتكرار التداول.
يمكن تخصيص استراتيجيات التداول لمتابعة استراتيجيات الأربيتراج أو السكالبينغ، لذا يجب على المتداولين فهم النهج الذي يريدون اتباعه والخيارات المتاحة وتخصيص اختياراتهم بشكل مناسب. مع وجود المنصة المعرفة الصحيحة، يمكن للمتداول تدريب البوت بشكل أدق من خلال التعرف على الأنماط في الرسوم البيانية.
الخطوة الرابعة: إجراء اختبارات تاريخية واستخدام محاكاة التداول
ميزة الاختبارات التاريخية التي تقدمها بوتات التداول بالذكاء الاصطناعي ذات أهمية كبيرة. تتيح للمتداولين تطبيق استراتيجيتهم المحددة على بيانات تاريخية وإجراء تقييم للأداء قبل تطبيق إعدادات البوت والاستراتيجية على الأصول الحقيقية.
توفر أفضل منصات التداول بالذكاء الاصطناعي أيضًا ميزة التداول التجريبي التي تتيح للمتداولين ممارسة تطبيق استراتيجياتهم دون استخدام الأصول الحقيقية. تتيح هذه الأدوات للمتداولين التعرف على وظائف البوت وميزاته، واكتشاف العيوب وتقليل المخاطر في استراتيجيات التداول المختارة.
الخطوة الخامسة: مراقبة الأسواق والأداء وتعديل الإعدادات أو الاستراتيجية
على الرغم من أن بوتات التداول بالذكاء الاصطناعي مصممة لتوفير الوقت للمتداولين في مراقبة الأسواق وتمكينهم من اتخاذ القرارات بشكل أسرع، فإنها ليست معصومة عن الخطأ، وكذا الحال بالنسبة لإعدادات واستراتيجيات المتداولين. لذا يجب على المتداولين متابعة أداء بوتاتهم عند بداية استخدامها وإجراء التعديلات المناسبة.
يجب على المتداولين مراقبة أساسيات السوق أيضًا وتعديل استراتيجياتهم وفقًا لذلك. المتداولين الذكيين سيواصلون اختبار، تقييم وتحسين أداء البوت لضمان النجاح حيث ستتحسن خبرتهم بمرور الوقت بسبب تغيرات الأسواق والعملات المشفرة وقدرات البوتات.
لماذا يستخدم المستثمرون الذكاء الاصطناعي لتداول العملات المشفرة؟
تقليديًا، اعتمد المتداولون على مهاراتهم البشرية في التعرف على الأنماط والتحليل، وفهم عميق للتداول والقدرة على إجراء التحليل الفني والأساسي. يقدم الذكاء الاصطناعي طريقة جديدة للتحليل واتخاذ الإجراءات في سوق العملات المشفرة. يعد التحليل بالذكاء الاصطناعي مدمجًا مع قرارات البشرية تركيبة قوية.
بمجرد “تدريب” بوتات التداول بالذكاء الاصطناعي أو إعدادها بشكل فعال، يمكن أن تتطلب تدخلًا بشريًا قليلًا للغاية وتتمكن من الاستجابة لحركات السوق والإشارات التداولية على مدار الساعة وبسرعة أكبر من المتداولين البشر. هذه البوتات يمكنها مراقبة الأسواق، وسائل التواصل الاجتماعي، والوسائط التقليدية، إجراء تحليل بيانات السوق على كميات كبيرة من المعلومات، التعرف على الأنماط في ثوانٍ وتنفيذ الإجراءات التداولية.
تتيح هذه الميزات للمتداولين توفير أوقات وجهود كبيرة، مما يمكنهم من الاستفادة بسرعة من فرص التداول المحتملة المربحة. فائدة أخرى هي أن بوتات الذكاء الاصطناعي تلتزم بالقواعد والشروط المحددة مسبقًا ولا تستجيب عاطفيًا مثل نظرائها من البشر، مما يساعد في منع اتخاذ قرارات طائشة.
ما هي مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي للتداول؟
تُعَدُّ تداول العملات المشفرة خطرة بطبيعتها، والذكاء الاصطناعي له مخاطره الخاصة كونه تقنية جديدة وغير مصقولة وغير منظمة إلى حد كبير. وهذا يعني أن هناك مخاطر كبيرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التداول.
البوتات الذكاء الاصطناعي ليست دائمًا دقيقة وليست معصومة عن اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى نتائج سيئة أو خسائر. على الرغم من أن البوتات يمكن أن تعمل بتدخل بشري قليل، من المهم تدريبها بشكل صحيح ومراقبة وتحليل أنشطتها ونسبة نجاحها.
مع تغير ظروف السوق، يجب على المتداولين تحسين استراتيجياتهم ومعايير محافظهم بناءً على معرفتهم وتحمُّلهم للمخاطر.
