يُعدّ الانقسام الصلب “تشانغ” ترقية محورية لشبكة كاردانو، حيث يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق رؤية الشبكة للامركزية الكاملة والحكم المستند إلى المجتمع. هذه الترقية تُعدّ بداية لعصر “فولتير”، وهو مرحلة ستمكن حاملي عملة ADA من المشاركة بشكل مباشر في عمليات اتخاذ القرارات التي تشكل مستقبل الشبكة.
آليات الحكم على السلسلة
تتضمن الانقسام الصلب “تشانغ” إدخال آليات الحكم على السلسلة. تتيح هذه الآليات لحاملي عملة ADA التصويت على المقترحات وانتخاب ممثلي المندوبين (DReps) والتأثير على تغييرات البروتوكول. هذا التحول من نموذج الحكم المركزي، حيث كانت القرارات تُتخذ في الأساس بواسطة “إنبوت أوتبوت جلوبال” (IOG)، إلى نموذج لا مركزي، حيث يتمتع المجتمع بالسلطة، يُعتبر لحظة فارقة بالنسبة لكاردانو. ستشهد الشبكة أيضًا إنشاء إطار دستوري يضمن أن تكون قرارات الحكم شفافة وتتماشى مع رؤية المجتمع.
تحسينات تقنية مهمة
بالإضافة إلى تغييرات الحكم، سيشهد الانقسام الصلب “تشانغ” تقديم العديد من التحسينات التقنية التي ستعزز أمان كاردانو وقابليتها للتوسع ووظائفها. تشمل هذه التحسينات قدرات تشفير متقدمة، دعمًا محسّنًا للعقود الذكية، وتحسينات في تطوير التطبيقات اللامركزية (DApp).
تقنية Hard Fork Combinator الفريدة
من الجدير بالذكر أن تقنية Hard Fork Combinator (HFC) الفريدة لكاردانو تضمن تنفيذ هذه الترقية بسلاسة، دون تقسيم البلوكشين إلى سلاسل منفصلة، وهو ما يحدث في الشبكات البلوكشين الأخرى. تم تصميم HFC لتسهيل الانتقالات السلسة خلال الترقيات، مما يتجنب توقف الشبكة والانقطاعات الأخرى التي غالبًا ما تصاحب الانقسامات الصلبة في البلوكشينات الأخرى. لكي يتم المضي قدمًا في الانقسام الصلب “تشانغ”، يحتاج على الأقل 70% من مشغلي التجمعات (SPOs) إلى الترقية إلى الإصدار الجديد من العقدة، ويجب أن تكون 80% من سيولة التبادل جاهزة، لضمان انتقال مستقر وآمن.
التأخير الاضطراري
ومع ذلك، على الرغم من الحماس المحيط بهذه الترقية الهامة، حدث تأخير. كان من المقرر في البداية أن يتم الانقسام الصلب “تشانغ” في أواخر أغسطس 2024، ولكنه تأجل الآن. تناول تشارلز هوسكينسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة IOG، هذا التأخير على منصة التواصل الاجتماعي X، المعروفة سابقًا بتويتر، موضحًا أنه على الرغم من جهوزية الترقية، إلا أن بعض البورصات الرئيسية مثل Binance كانت بحاجة إلى المزيد من الوقت لتحديث أنظمتها. وصف هوسكينسون هذا الوضع بالطبيعي في الترقيات الكبيرة، حيث يدرك بعض المشاركين الضرورة فقط مع اقتراب المواعيد النهائية. شبه التأخير بصاروخ ينتظر ظروفًا جوية أفضل قبل الإطلاق وأكد أن التاريخ الجديد المستهدف للترقية هو 1 سبتمبر.
يُعتبر هذا التأخير، على الرغم من خيبة الأمل، خطوة ضرورية لضمان أن تكون جميع مكونات الشبكة مُعدة بالكامل للانتقال. يظل المجتمع متفائلاً بأن الانقسام الصلب “تشانغ” سيُنفذ بسلاسة في الموعد الجديد، مُشكلًا علامة فارقة في رحلة كاردانو نحو اللامركزية الكاملة. مع دخول كاردانو في عصر “فولتير”، من المتوقع أن يضع معايير جديدة لكيفية حكم الشبكات اللامركزية بواسطة مجتمعاتها، مما يعزز مكانتها كمنصة بلوكشين رائدة.
