عندما توفي عالم الكمبيوتر ورائد البيتكوين هال فيني في عام 2014 بسبب مضاعفات مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، تم حفظ جثته بالتبريد بواسطة مؤسسة ألكور لتخزين الحياة الممتدة في سكوتسديل، أريزونا. بالنسبة للكثيرين في مجتمع تمديد الحياة والتفوق البشري، فإن فكرة تجميد الجثث بالتبريد تقدم أملًا في نوع من الخلود، مع إمكانية إحياء الأشخاص في المستقبل عندما يتم العثور على علاج لسبب وفاتهم.
تجميد الجثث بالتبريد
معروف أيضًا باسم التجميد العميق، للخدمة عدة تطبيقات عملية، بما في ذلك حفظ الأجساد الكاملة، وأجزاء الجسم، والأعضاء، والخلايا، وكذلك دراسة الإحياء المستقبلي.
قال جيمس أروود، رئيس ومدير تنفيذي لمؤسسة ألكور: “كنا نرى ما كان تطبيقًا للخيال العلمي المتمثل في حفظ الأشخاص وقت الوفاة أو للسفر الفضائي بعيد المدى”. “نرى أن لديه عددًا من التطبيقات الأخرى في الطب، على سبيل المثال، وكل أنواع العلوم.”
إرث هال فيني
أشار أروود إلى أن فيني هو أحد الأشخاص الذين يُعتقد أنهم ساتوشي ناكاموتو، مبتكر البيتكوين، وقال إن فقدان عقله سيكون غير عادل للبشرية. وأضاف: “أعتقد فقط من المنظور الكوني، كم هو غير عادل أن نفقد شخصاً مثل هذا وعقله”.
بدايات مؤسسة ألكور
تأسست مؤسسة ألكور لتخزين الحياة الممتدة في عام 1972 على يد فريد وليندا تشامبرلين، وهي منظمة غير ربحية تبحث وتطور تكنولوجيا الحفظ بالتبريد. يشير الحفظ بالتبريد إلى ممارسة حفظ الأفراد في درجات حرارة منخفضة للغاية بعد الموت، على أمل أن تتمكن التكنولوجيا في المستقبل من إحيائهم ومعالجة أمراضهم.
يُنسب مفهوم الحفظ بالتبريد إلى الفيزيائي الأمريكي وضابط الجيش الأمريكي روبرت إتينجر، المعروف أيضًا باسم “والد الحفظ بالتبريد”. إتينجر هو مؤلف “آفاق الخلود”، “الإنسان إلى سوبرمان”، و “يونيفيرس”.
تحول إلى علم كامل
قال أروود: “بدأت ألكور كفكرة مجنونة أو ما نسميه تقنية طموحة”. “أخيرًا – مع بعض التكنولوجيا المكملة التي ظهرت في آخر 20 عامًا – بدأت تأخذ الوقت لتتطور إلى علم كامل”.
كما أوضح أروود، يحفظ التجميد بالتبريد الخلايا باستخدام درجات حرارة منخفضة للغاية – حوالي -320°F (-196°C). التحدي الأساسي في الحفظ بالتبريد هو منع تكوين الجليد داخل الخلايا، حيث يمكن أن يتسبب الجليد في حدوث أضرار تعقد عملية الإحياء.
وقال أروود: “هناك أيضًا أبحاث في ما يسمى التخزين بدرجات حرارة متوسطة، وهو أدفأ بكثير، مما قد يجعل من السهل إحياء أو عكس العملية”. “تلك تكون حول درجات -80. المصطلحات الشائعة هي درجة حرارة الجليد الجاف أو درجة حرارة النيتروجين السائل.”
تكلفة الحفظ بالتبريد
أشار أروود إلى أن تكلفة حفظ الجسم بالكامل يمكن أن تصل إلى 220,000 دولار، لكن التأمين على الحياة بالكامل قد يغطي التكلفة إذا تم تعيين الشركة – في هذه الحالة، ألكور – كواحدة من المستفيدين من البوليصة.
قال أروود أيضًا إن ألكور، على الرغم من أنها لا تحتفظ بأي عملة مشفرة بسبب تقلب هذه الأصول الرقمية، تقبل البيتكوين، كما فعلت في حالة التبرعات بـ BTC من محبي فيني. لكن الشركة تحولها إلى العملة الورقية.
وأضاف مازحًا: “كنت أود الاحتفاظ ببعض البيتكوين الذي تلقيناه على مر السنين لأنه سيكون ذا قيمة كبيرة اليوم”.
نقاش حول العلوم الزائفة
سخر المشككون من الحفظ بالتبريد ووصفوه بالعلم الزائف. في عمود لمجلة “ساينتفيك أمريكا”، قارن المشكك البارز والمؤسس المشارك لجمعية المشككين مايكل شرمر الحفظ بالتبريد بالدين. وكتب شرمر: “أنا أريد أن أصدق أنصار الحفظ بالتبريد – حقًا، أريد ذلك”. “تخليت عن الدين في الكلية، لكنني غالباً ما أعود إلى غروري الإنجيلي السابق، الذي أصبح الآن موجهاً نحو عجائب العلم والطبيعة. لكن هذا بالضبط هو السبب في أنني متشكك. إنه يشبه الدين كثيرًا: يعد بكل شيء، لا يقدم شيئًا (سوى الأمل)، ويستند تقريبًا بالكامل إلى الإيمان بالمستقبل.”
رد أروود على فكرة أن الحفظ بالتبريد علم زائف، مجادلًا بأن كل علم واجه الشك قبل أن يلقى قبولًا. وقال أروود: “الحفظ بالتبريد هو مجرد تخزين طويل الأجل للبقايا البشرية أو الأعضاء، على عكس المدى القصير لزرع الأعضاء، حيث يكون هناك نافذة من 6 ساعات إلى 10 ساعات”. “الفرضية في الحفظ بالتبريد هي أن هذه الخلايا يمكن حفظها وإحياؤها بعد فترة طويلة من التخزين البارد.”
في حين أن البعض يصف الحفظ بالتبريد بالعلم الزائف، اختار العديد من الأفراد البارزين، بمن فيهم فيني ولاعب البيسبول الشهير تيد ويليامز والمستقبلي FM-2030 (ولد باسم فريدون م. إسفنديار)، هذا الخيار. حتى اليوم، تدعي ألكور أن لديها 234 مريضًا.
أقر أروود بأن ليس كل من يلجأ لألكور يحلم بإعادة الإحياء في المستقبل. كثيرون يسعون فقط لأن يكونوا جزءًا من رحلة علمية رائدة. وقال: “أعتقد أن الناس يأتون بنية المشاركة أو الحصول على مقعد في سفينة الرحلات”. “هم يعرفون أنه قد لا يصل الوجهة، لكنهم يريدون أن يكونوا جزءًا من الرحلة، وأعتقد أن هذا شيء مهم حقًا لفهم الناس”.
