ثمن التداول الخاطئ
هاري دينكلبرغ خسر للتو أمواله على بيع قصير على زوج العملات “الكابل”. على الفور ألقى باللوم على السوق، وقرر عندها أن يقوم ببيع كبير لجميع أزواج الجنيه الإسترليني. خسر بعدها أموال صندوق تعليم ابنه في نفس اليوم وقرر التوقف عن التداول قبل الغداء.
التداول بعواطف
يُظهر تصرف هاري أنه يفتقر إلى الصمود، أو القدرة على العمل بفعالية في مواجهة الضغط النفسي. بدلاً من المضي قدمًا من التداول الخاسر، قام بالتداول بشكل متهور لاكتساب خسائره. وكنتيجة لذلك، انتهت تداولاته بالفشل بسبب تحكم عواطفه فيه.
أهمية التوازن في التداول
تمامًا كما في الحياة، يتطلب التداول في الفوركس الحفاظ على التوازن حتى عندما تكون تحت ضغط جسدي ونفسي كبير. انظر إلى كريس غاردنر من فيلم “السعي وراء السعادة”، فقد خسر زوجته ومنزله بعد أن ترك عمله في المجال الطبي، لكنه بقي مرنًا ومركّزًا على المهام التي تنتظره. إصراره جعله في النهاية موظفًا في شركة Dean Witter Reynolds، ثم الرئيس التنفيذي لشركته الخاصة Gardner Rich & Co.
الصمود في وجه الخسائر
عندما تفتقر إلى الصمود في التداول، تعتبر كل خسارة في الفوركس فشلًا شخصيًا. في الواقع، هذه النتائج الفردية ليست بهذه الأهمية في الصورة الكبيرة للأمور. عندما تجعلك الصفقة تربح، تشعر بخير وكل شيء يبدو رائعًا. ولكن عند الخسارة، تشعر بالإحباط والاستياء ليس فقط في التداول ولكن في حياتك أيضًا. هذا التأثير السلبي يعوق قدرتك على اتخاذ قرارات تداول ذكية، فتبدأ في الانتقام من السوق بفردارات متهورة أو تتجنب التداول تمامًا.
نهج لمواجهة الخسائر
أفضل طريقة للتعامل مع الخسائر هي تحليل النتائج، ومراجعة إعدادات الصفقة، وتحديد ما الذي سار بشكل خاطئ. المستثمر الذي يفتقر إلى الصمود سيكون مُحبَطًا جدًا لاتخاذ هذا النهج البنّاء. إذا واجه سلسلة من الخسائر المتكررة أو خسارة كبيرة، دون صمود فقد يدخل في دائرة اكتئاب، مما يزيد من التأثير السلبي على تداولاته.
بناء الصمود في التداول
لتصبح متداولًا ناجحًا باستمرار في الفوركس، يجب عليك بناء صمودك. لتحقيق ذلك، تحتاج إلى الوقت والخبرة. الوقت والخبرة سيمكنانك من التكيف بسهولة مع الخسائر التي قد تبدو كبيرة في بعض الأحيان. كلما أصبحت هذه الوضعيات السلبية مألوفة أكثر، أصبح التعامل معها أسهل، وأصبحت أقوى.
خبرة على مر الزمن
المتداول الذي مرّ بتجارب متكررة من الخسائر سيكون لديه معرفة يستند إليها عندما يواجه تراجعًا كبيرًا في رصيده. يعرف أن أي تراجع يحدث هو مجرد تعثر صغير، وأنه سيرتفع مجددًا إلى مستويات جديدة من الرصيد.
تذكر، كل تعثر هو فرصة لبناء الصمود.
نصائح للمبتدئين
بالنسبة للمتداولين المبتدئين، سيكون من الصعب الحفاظ على الصمود خلال فترات الضغط النفسي، ولكن هذا لا يعني أنه ليس لديك خيار!
تصور السيناريوهات السلبية
من الجيد أن تتعود قبل اتخاذ أي صفقة على تخيل أسوأ نتيجة محتملة. تخيل كيف سيتفاعل شخص ذو صمود في حالة توقفت الصفقة. لأنك قمت بتدريب دماغك على الرد على هذه النتيجة بشكل صحيح، سيكون من الأسهل التعامل معها إذا حدثت بالفعل. بهذه الطريقة، تكون قد بنيت صمودك دون أن تعاني من الخسارة الفعلية بعد!
المتداول الذي يتمتع بالصمود هو الذي يستطيع الحفاظ على هدوئه حتى بعد الخسارة. هذا هو ما يجب أن تهدف إليه. بأن تكون قويًا من الداخل، ستتجاوز الخسائر دون أن تأخذها بشكل شخصي وتصبح متداولًا أفضل وأقوى.
