تغلب على العقبات النفسية في التداول: دليل للنجاح والربح المستدام في 4 خطوات
لا يمكن التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية العقلية الجيدة في التداول، لكن ما الذي تحميه بالضبط؟ بناءً على أحد كتبي المفضلة في التداول “التداول في المنطقة”، إليكم بعض المشاكل الأساسية التي تمنع المتداولين من الأداء الجيد وكيفية معالجتها:
1. مقاومة إنشاء واتباع القواعد
يشرح المؤلف مارك دوغلاس أن القواعد والحدود ضرورية لتكون قادرًا على العمل بفعالية في بيئة تداول تبدو عشوائية. حتى الكازينوهات وأشكال اللعب الأخرى لديها هياكل داخلية تحد من المخاطر، تحدد الفوز والخسارة، وتحدد متى ينتهي اللعب… فلماذا لا يكون التداول بنفس الطريقة؟
بينما يتبع معظم المتداولين الجادين نهجًا منضبطًا يلتزم بالاستراتيجيات والخطط، قد تظهر مقاومة القواعد بطريقة أكثر دقة. في الواقع، قد تكون عملية غرس البنية هذه في حد ذاتها هي التي تقمع الدوافع الطبيعية عندما تظهر مشاعر مثل الطمع، الإحباط، الشعور بالذنب، أو خيبة الأمل.
عندما تجتمع هذه المشاعر كلها في نفس الوقت في حرارة معركة السوق، قد يصبح من المحير للمتداول كيفية التفاعل الصحيح مع الوضع. يكتب دوغلاس:
قد يكون منطق الحاجة إلى القواعد واضحًا، لكن قد يكون من الصعب توليد الدافع لإنشاء هذه القواعد عندما نحاول بكافة جهودنا التخلص منها طوال حياتنا.
يقترح دوغلاس أنه قد تكون هناك حاجة لتحليل مصادر هذه المقاومة، سواءً عبر بعض أشكال العلاج أو التحليل النفسي لتربية ومواقف الحياة لدى الفرد. بهذه الطريقة، يكون الشخص قادرًا على فهم والتحكم الكامل في المشاعر السلبية التي تهدد القدرة على الالتزام بقواعد التداول.
2. عدم القدرة على تحمل المسؤولية
نظرًا لأن هناك العديد من الأحداث غير المتوقعة في التداول، فإنه من السهل إلقاء اللوم على الطبيعة العشوائية للأسواق المالية عندما لا يؤدي الشخص بشكل جيد. ومع ذلك، فإن هذا يعرض المتداولين لخطر عدم القدرة على تحمل المسؤولية عن قراراتهم ونتائجها.
في كثير من الأحيان، يجد المتداولون أنه من السهل أن يأخذوا الفضل في الصفقات التي تحقق أرباحًا لأنهم اتبعوا الاستراتيجية، ولكن يواجهون صعوبة في الشعور بالمسؤولية عن الصفقات التي لم تسر كما هو مخطط لها بسبب مفاجآت السوق. المشكلة في هذا التفكير هي أنه يمكن أن يتخلى عن السعي للاتساق في التداول ويلقي باللوم على عشوائية أحداث السوق.
لمعالجة هذا، من المفيد التذكر أن:
حتى لو كانت نتيجة كل نمط سوق فردي عشوائية، فإن نتيجة سلسلة من الأنماط ثابتة (موثوق بها إحصائيًا).
3. الإدمان على المكافآت
لا يمكن إنكار أن تسجيل صفقة رابحة كبيرة أو سلسلة من الانتصارات يأتي بضربة قوية من الدوبامين التي تشعر الكثير من المتداولين بالارتياح. بالطبع، يمكن أن يكون هذا الشعور مسببًا للإدمان لدى بعض الأشخاص، مما يدفع المتداولين للسعي وراء الارتفاع، حتى على حساب الانحراف عن قواعد التداول. يكتب دوغلاس:
المشكلة في أي إدمان هي أنه يتركنا في حالة من "عدم الاختيار". إلى الحد الذي يسيطر فيه الإدمان على حالتنا العقلية، إلى أن تكون تركيزاتنا وجهودنا موجهة نحو تحقيق موضوع هذا الإدمان.
بعبارة أخرى، يمكن أن ينتهي الأمر بالمتداولين بممارسة إدارة المخاطر المناسبة فقط عندما يشعرون بضمان الربح. على الجانب الآخر، عندما يشعر الشخص بالعجز عن التأثير على نتيجة الصفقة، يوجد ميل لفعل أي شيء لإرضاء الإدمان.
4. فقدان السيطرة الخارجية والداخلية
بالنسبة لمعظمنا، ساعدتنا تربيتنا الاجتماعية وبيئتنا في اكتشاف طرق لوضع المواقف تحت السيطرة. عندما تشتد الحجج، لدينا استراتيجياتنا للحفاظ على هدوئنا وربما إقناع الآخرين بفعل الشيء نفسه. وعند مواجهة الكثير من عدم اليقين، دعنا نقول عند السفر إلى مدينة جديدة، نحدد غريزيًا ما يمكننا التخطيط له مسبقًا أو البحث عنه.
بالطبع، كما يعرف أي متداول ذي خبرة، من المستحيل تقريبًا التلاعب أو التحكم في كل شيء يفعله السوق. وهذا يتحدى قدرة المتداول على جعل البيئة الخارجية تتكيف مع حالته الداخلية. الحقيقة هي أننا لا نزال قادرين على التحكم في تصورنا وتفسيرنا للمعلومات، وكذلك ردود أفعالنا.
على سبيل المثال، يمكن أن يتم إلغاء رحلتك بسبب سوء الأحوال الجوية (عامل خارجي خارج عن سيطرتك) ولكن يمكنك إما أن تنفعل أو تتجول في المطار بحثًا عن وجبة خفيفة (رد فعل داخلي في نطاق سيطرتك).
عندما لا تسير أحداث السوق في صالحك، هل تحافظ على هدوء رأسك أثناء تحديد خطواتك التالية؟ هل تأخذ الوقت لهضم المعلومات الجديدة وتفكر في إجراء تعديلات؟ أم تندفع لتعويض خسائرك دون حذر؟
تذكر أن جميع المعلومات محايدة وأن السوق ليس في مهمة للإيقاع بك. إنها إطارك العقلي الخاص الذي يحدد كيف تدرك الأمور وما إذا كنت تستطيع الدخول في حالة ذهنية موضوعية تناسب الاستفادة مما يقدمه السوق.
