المبادئ الاحتمالية في التداول
عند الحديث عن التداول، فإن أحد المبادئ الأساسية التي تمكّن من تحقيق نتائج متسقة هو الإيمان بأن أي شيء يمكن أن يحدث وأن كل لحظة فريدة من نوعها. بغض النظر عن مدى قدرتنا الفكرية على فهم ذلك، إلا أن التفعيل العملي لهذه المعتقدات هو أمر آخر تمامًا.
فهم العشوائية في التداول
عندما ندرك أن كل لحظة في السوق هي فريدة من نوعها، نبدأ بفهم أن كل نتيجة تداول هي حدث مستقل. بمعنى آخر، لا يوجد ارتباط بين نتيجة تداول واحدة والأخرى. إذا كنا نستخدم البرمجيات لفتح مراكز تداول وحققنا نجاحًا بثلاث صفقات متتالية، فإنه من السهل أن نشعر بأن الصفقة التالية ستكون ناجحة أيضًا. هذا الشعور يمكن أن يكون مضللاً للغاية.
تجنب الأخطاء الشائعة في إدارة الأموال
إذا لم نتعامل بجدية مع مبدأ العشوائية، فإننا نصبح عرضة لأخطاء في إدارة الأموال، مثل زيادة حجم الصفقة بشكل غير منطقي نتيجة للشعور الزائف بالثقة، أو الاستمرار في التداول على الرغم من سلسلة من الخسائر.
التداول بوعي احتمالي
تداول الأسهم والعملات يتطلب منا إدراك أن كل فرصة جديدة للتداول تعد حدثًا فريدًا، بغض النظر عن النتائج السابقة. إذا حصلت على إشارتين خاسرتين متتاليتين، والشعور الطبيعي هو أن الإشارة التالية ستكون خاسرة أيضًا. ولكن الحقيقة هي أننا لا نعلم ما إذا كانت هذه الإشارة ستكون رابحة أم لا، تمامًا مثل رمي عملة معدنية، لا يمكننا أن نعرف الترتيب التالي للرؤوس والذيل.
إعادة برمجة العقل للتكيف مع العشوائية
بقسم النقطة الشبيهة بمثال رمي العملة المعدنية، لو أنك تضع الرهان دائماً على “الذيل” وحصلت ثلاث مرات متتالية على “الرأس”، فهل ستتوقف؟ بالطبع لا، لأنك تعرف أن الاحتمالات في صالحك على المدى الطويل.
أهمية المعتقدات في التداول
من المهم تطوير معتقدات معينة تساعدك على التعامل بفعالية مع العشوائية في التداول. ومن هذه المعتقدات:
- أنا متصالح تماماً مع إنفاق المال الذي تتطلبه استراتيجيتي لمعرفة ما إذا كانت الصفقة التالية ستكون رابحة.
- كل نتيجة فردية لصفقة ما هي حدث فريد ليس له علاقة بأي نتيجة سابقة أو مستقبلية.
- تنوع النوايا بين المتداولين الآخرين الذين يعتزمون تقديم أوامر شراء وبيع قد يؤدي إلى أي شيء.
- مخاطر عدم نجاح الاستراتيجية موجودة دائمًا.
- كل توقع ناتج عن تحليلي هو مجرد تخمين.
تأكيد المعتقدات الإيجابية
كل هذه المعتقدات تعمل على تقوية العقلية التداولية لديك. على سبيل المثال، يمكن القول لنفسك:
- “أتقبل تمامًا إنفاق المال الذي تتطلبه استراتيجيتي لمعرفة ما إذا كانت الصفقة التالية ستكون رابحة.”
- “كل نتيجة فردية لصفقة ما هي حدث فريد ليس له علاقة بأي نتيجة سابقة أو مستقبلية.”
- “تنوع النوايا بين المتداولين الآخرين قد يؤدي إلى أي نتيجة، مما يعني أنني سألتزم بتنفيذ إشارة استراتيجيتي وأترك نفسي متاحًا إما لجني الأرباح أو دفع النفقات.”
سيكولوجية التداول
لفهم كيفية جعل هذه المعتقدات حقيقة واقعة، يجب أن نتعامل مع تعقيدات سيكولوجية التداول. نحتاج إلى إدراك أن المعتقدات هي عبارة عن طاقات غير ملموسة تؤثر على طرق رؤيتنا للعالم وتصرفاتنا بناءً على تلك الرؤى المتشكلة.
الطاقة الموجهة
لنأخذ مثالًا شائعًا: عند الحديث عن إيمان الأطفال بوجود “سانتا كلوز”. عندما كنت طفلًا، كان ذلك الإيمان مليئًا بالطاقة الإيجابية التي كانت تتحكم في سلوكك. ومع الوقت ومعرفة الحقيقة، تختفي تلك الطاقة ليصبح الإيمان غير نشط. هذا المثال يعكس كيفية انتقال الطاقة من معتقد إلى آخر.
تحويل الطاقة
يمكننا تطبيق هذا التحول في الطاقة لتقوية المعتقدات الإيجابية في التداول. باعتبار أن المعتقدات عبارة عن طاقات منظمة بشكل معين، يمكننا إعادة توجيه هذه الطاقات لتعزيز معتقداتنا في العشوائية وإدارة المخاطر بشكل أفضل.
التطبيق العملي للمعتقدات الإيجابية
لجعل هذه المعتقدات حقيقة واقعة، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:
- تدوين هذه المعتقدات وتعليقها بالقرب من مكان التداول.
- الذهاب عبر هذه المعتقدات بشكل منتظم قبل تنفيذ أي صفقة.
- تحليل تداولاك بوعي لاستخراج أي معتقد غير إيجابي قد يكون هائل الطاق.
عند القيام بذلك، نستخدم التحليل الذاتي لتدريب العقل على التفكير بطريقة تتماشى مع الهدف النهائي.
الوقاية من التفكير السلبي
قد تظل الأفكار السلبية تظهر، ولكن من خلال الوعي والتحليل الذاتي، يمكننا تحويل تركيزنا إلى الأفكار الإيجابية والمتسقة مع معتقداتنا المحدثة.
ملخص
باختصار، يجب على المتداولين تبني مبدأ العشوائية وتطوير معتقدات قوية تدعم القرارات التداولية المتسقة. تعتبر هذه المعتقدات جزءًا حيويًا ليس فقط لتنمية مهارات التداول ولكن أيضًا للحفاظ على تنظيم العقلية التداولية، مما يزيد من فرص النجاح على المدى الطويل.
الأسئلة المتكررة
ما هي أهم المعتقدات التي يجب على المتداولين تبنيها لتحقيق النجاح؟
يجب على المتداولين تبني معتقدات تتعلق بفهم العشوائية في التداول، مثل قبول أن كل صفقة هي حدث فريد، وأن أي شيء يمكن أن يحدث نتيجة لتنوع نوايا المتداولين الآخرين.
كيف يمكن للمتداولين تطبيق هذه المعتقدات في حياتهم اليومية؟
يمكن للمتداولين تدوين هذه المعتقدات وتعليقها بالقرب من مكان التداول، والتأكد من مراجعتها بانتظام قبل تنفيذ أي صفقة، مما يعزز من تعزيز هذه المعتقدات في العقل اللاواعي.
لماذا تعتبر سيكولوجية التداول مهمة؟
تلعب سيكولوجية التداول دورًا هامًا في كيفية اتخاذ القرارات التداولية. المعتقدات تعمل كطاقات غير ملموسة تساهم في تشكيل كيفية رؤيتنا للعالم وتصرفاتنا، وبالتالي تعزيز معتقدات إيجابية يمكن أن يؤدي إلى قرارات تداولية أكثر حكمة وتنظيمًا.