كيف تدير ضغوط التداول وتحقق النجاح – خطوات فعّالة للمتداولين
المقدمة
عند التداول، دخولك إلى صفقة يعني أنك واثق بما يكفي بفكرتك لتراهن بمالك عليها. إدارة المخاطر تتطلب دراسة المواضيع الاقتصادية الحالية، رسم مستويات المخططات الأساسية، والتحضير لردود الفعل السعرية المختلفة. في اللحظة التي تدخل فيها إلى الصفقة، ستكون قد اكتسبت ما يكفي من الثقة في توقعاتك لترهان ضد السوق (بعدما تعتقد أن الأسعار الحالية للسوق خاطئة) وتفعل ذلك بمالك الذي اكتسبته بجهد.
الثقة بفكرتك شيء جيد، فهي ستساعدك على التنفيذ، وستُمكنك من الضغط على الزر حتى عندما تكون في سلسلة خسائر، وستساعدك على الالتزام بخططك حتى عندما تكون مغريًا لقطع الزوايا.
المشكلة تكمن في الثقة الزائدة
تبدأ المشكلة عندما تصبح واثقًا بشكل مفرط في آرائك. ماذا لو، رغم أبحاثك وخبرتك، كنت مخطئًا؟
لماذا يجب أن تعتاد على كونك مخطئًا
السبب الجيد لاعتيادك على فكرة كونك مخطئًا هو أنك سوف تكون كذلك. في كثير من الأحيان. حتى أكثر المتداولين باستمرارً تحقيقًا للأرباح وجدوا أنفسهم في الجانب الخطأ من الصفقات. في الواقع، بعض المتداولين يمكن أن يكون لديهم معدلات فوز منخفضة ويظلّوا مربحين على المدى الطويل.
هذا لا يعني أنهم كانوا محللين أو متداولين سيئين. بل يعني فقط أن السعر قد تفاعل بطريقة مختلفة عن توقعاتهم عندما دخلوا الصفقة. ربما جاءت محفزات جديدة، أو طُبعت تقارير بأرقام غير متوقعة، أو ربما قد قام أحد القادة العالميين بتويت شيء مثير للضجة.
إذا لم تكن منفتحًا على فكرة كونك مخطئًا، فأنت لا تستعد لمكون رئيسي وحتمي من عملية التداول.
التعلم من الخسائر
كلما قمت بقبول أن فكرتك لم تعد صحيحة، كلما كان بإمكانك إعادة توجيه طاقتك نحو تقليل خسائرك أو حتى قلب توقعاتك. بالإضافة لذلك، يمكن أن تعلمك الخسائر في التداول دروسًا لا يمكنك الحصول عليها من خلال الصفقات الرابحة.
على سبيل المثال، يمكن للصفقات الخاسرة أن تخبرك أي الأصول والاستراتيجيات يجب تجنبها، متى تخاطر بشكل مفرط، أو أي حالة ذهنية تحتاجها لتتعامل مع التداول بشكل مربح. متابعة المقاييس الأساسية للتداول واستخدام دفتر نفسي سيساعدك في ذلك.
كيف تكون واثقًا ومنفتحًا على كونك مخطئًا في نفس الوقت؟
المفتاح هو أن تدرك أن مهارات التداول الخاصة بك – وليست أفكارك التجارية – هي التي ستجعل حسابك ينجح أو يفشل.
إذا كنت واثقًا من قدرتك على إدارة مخاطر التداول بغض النظر عن كيفية تصرف السعر، فستكون أكثر انفتاحًا على (وحتى مرحبًا) بكونك مخطئًا.
إذا لم تعتد بعد على كونك مخطئًا، يمكنك البدء بمواكبة المواضيع السوقية والبحث عن المحفزات التي قد تعكس السعر ضد موقعك. اعتياد قراءة العناوين والآراء المعارضة يمكن أن يساعدك على تقليل خسائرك.
يمكنك أيضًا محاولة تحديد معايير إبطال الفكرة قبل الدخول في الصفقة. يمكنك طرح أسئلة مثل:
- ما المدة التي أتوقعها للوصول إلى أهدافي السعرية؟ ماذا سافعل إذا لم يصل السعر إلى تلك المستويات بحلول ذلك الوقت؟
- ماذا لو بدأت الأطر الزمنية الأقصر/الأطول تشير في الاتجاه الآخر؟
- في أي مستوى سعري ينبغي أن أبدأ في إعادة تقييم توقعاتي؟
الختام
في نهاية اليوم، وظيفة المتداول ليست أن يكون على حق، بل أن يكون مربحًا.
إدارة المخاطر تعني اختيار أفضل الاحتمالات الممكنة لمراكزك، حتى لو كان ذلك يعني الاعتراف بأن فكرتك التجارية الأولية كانت خاطئة أو لم تعد صالحة.