تعلم كيف تتغلب على تحديات التداول: 3 دروس جوهرية لتجارة ناجحة في 2023
شهد عام 2022 تغييرات جذرية في الأسواق المالية، حيث لاحظنا تحولات كبيرة في البيئة الاقتصادية والسياسات النقدية ومشاعر المستثمرين. إليكم أهم 3 دروس من عام 2022 التي نأمل أن تساعد في جعلنا محللين ومديري مخاطر أفضل في 2023!
كن واعياً ببيئة السوق
إذا كنت تتداول أو تستثمر منذ أقل من 10 سنوات، فقد شكل عام 2022 صدمة بالنسبة لك. لقد كان نهاية لفترة طويلة من التضخم المنخفض وأسعار الفائدة المنخفضة وسياسات البنوك المركزية التحفيزية المفرطة، والتي كانت تصب في مصلحة حاملي الأصول ذات المخاطر على المدى الطويل ومعنويات السوق “YOLO” و”الارتفاع فقط” التي اعتمدها العديد من المتداولين والمستثمرين.
التمسك بتلك العقلية في عام 2022 بينما تحول البنوك المركزية سياساتها النقدية بسرعة لمكافحة معدلات التضخم المرتفعة، كان من المرجح أن يؤدي إلى خسائر في الأصول ذات المخاطر مثل الأسهم التقنية والأصول المشفرة والسلع. بالطبع، كانت هناك استثناءات، ولكن بشكل عام كانت هناك خسائر هائلة في كل مكان، بغض النظر عما إذا كانت الأصول المختارة تمتلك حججاً أساسية قوية.
هذا ليس سيناريو يحدث غالباً، ولكن كان عام 2022 تذكيراً جيداً بأنه يجب عليك أن تكون واعياً بالمواضيع الكبيرة، وتوخي الحذر عند محاولة اللحاق بأعلى أو أدنى مستويات السوق. وأن تكون حذراً من انحرافات التقدير الحديث حيث لا يعيد التاريخ نفسه دائماً؛ بمعنى أن الشراء عند الانخفاض ليس دائماً الاستراتيجية الأفضل.
الأسواق ديناميكية؛ كن مرناً
للذين أدركوا في وقت مبكر في عام 2022 أن هناك تشديداً قادماً في السياسة النقدية، أو أنهم شاهدوا الحرب الأوكرانية التي قد تؤثر على أسعار الطاقة والإمدادات الغذائية (وبالتالي تسريع معدلات التضخم)، أو أدركوا الاختلافات المحتملة في تحركات السياسة النقدية بين الاقتصادات القوية والضعيفة، نهنئهم ونتمنى أن يكونوا قد استفادوا من هذه الرؤى.
إذا لم يحدث ذلك، فما الذي حدث؟ هل لم تكن تتابع؟ هل كانت استراتيجيتك غير متوافقة مع بيئة السوق؟ أم كان مستوى عدم اليقين بشأن التحولات المحتملة في الأسواق المالية عالياً جداً بالنسبة لك لاتخاذ إجراءات أو تغيير تحيزاتك السوقية؟
هذه هي الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك، لأن بدون الإجابة عنها، ستعاني على الأرجح من عوائق نفسية ستغيم على قراراتك. العوائق الشائعة مثل الخوف من فوات الفرصة (FOMO) أو الجلوس بعمق في خسارة يمكن أن تجمد اتخاذ القرارات، مثلما حدث عندما ارتفع الدولار/ين بنسبة 30% أو عندما تهاوت الأصول المشفرة بأكثر من 60% في 2022.
الواجبات المنزلية وإعداد خطط لسيناريوهات مختلفة وتقليل المخاطر هي الحلول الوحيدة لتقليل الآثار النفسية السلبية للتداول. وإذا لم تفعل أي من هذه الأشياء، فلا بأس أن تنتظر وتتداول في يوم آخر. هناك دائماً فرص جديدة تلوح في الأفق، جاهزة لك لاتخاذ إجراءات عندما يتم القيام بالعمل المناسب.
خذ فترات راحة
إدارة المخاطر المالية يمكن أن تكون مثل المشاركة في أحداث رياضية متعددة على مستوى أولمبي للعقل. يجب أن تكون دائماً على دراية بما يحرك الأسواق، وفهم تلك التحركات، ووضع خطط لسيناريوهات مختلفة، وتحمل الجمباز النفسي الذي ستواجهه مع تغيير البيئة وتغير نتائجك المالية.
بالنسبة للكثيرين، هذا مرهق على كل من العقل والجسم. وهذا لا يشمل التوترات الإضافية المحتملة خارج عملك التجاري، سواء كانت احتياجات الأسرة أو الأعمال الجانبية الأخرى أو أي شيء آخر يؤثر على جودة تركيزك واستمراريتك.
العقل والجسم المتعبان يعنيان أنك غير قادر على بذل أفضل جهدك في عملك التجاري، ولا اتخاذ أفضل القرارات الممكنة عند إدارة المخاطر. عندئذٍ يكون الوقت حان لتقليل المخاطر بشكل كبير (أو إغلاق جميع المواقف بشكل كامل) والابتعاد عن الأسواق.
قال عالم النفس التجاري المشهور الدكتور بريت ستينبرجر: “من خلال الاعتراف بأن الإرهاق هو خطر وظيفي محتمل، يمكن للمتداولين اتخاذ موقف وقائي من خلال الحفاظ على التوقعات الواقعية والحصول على الكثير من الوقت بعيداً عن العمل، في أنشطة يستمتعون بها ويمكنهم التحكم بها.”
لذا، لمنع إمكانية الشعور بالإرهاق أو الإجهاد الشديد، حاول أن تضم إلى عملية التداول فترات راحة منتظمة وكاملة (ربما مرة كل ربع سنة أو عندما تبطئ الأسواق). نعلم أن هذا قد يكون صعباً بالنسبة للنوعيات القوية التي لا تتوقف حتى عن التفكير في الصفقات في عطلات نهاية الأسبوع، ولكنك ستؤدي على الأرجح بشكل أفضل إذا فعلت نفس الشيء الذي يفعله الرياضيون لاستعادة عافيتهم بعد أسبوع أو أسبوعين من الراحة.
هذا هو كل شيء في قائمتنا لهذا العام!
ماذا عنك؟
هل اكتسبت أي رؤى نفسية في التداول من عام 2022؟ لا تتردد في مشاركة تجاربك ودروسك في قسم التعليقات أدناه!
