هل دخلت يومًا في صفقة وكنت تظن أنك قد استعديت لكل الاحتمالات، فقط لتتفاجأ بحدث غير متوقع؟ إذا حدث هذا معك، إذاً فأنت قد وقعت في كمين السوق. لا تقلق، حتى أكثر المتداولين خبرة يمكن أن يتجمدوا في مواجهة هذه الأحداث غير المتوقعة. في الواقع، التعرض لكمين السوق هو أمر يحدث تقريبًا بشكل يومي.
الفارق بين الفائز والخاسر في التداول
الفرق بين الفائز والخاسر هو كيفية تفاعل المتداول مع هذه الأحداث المفاجئة. دراسة حركة السعر السابقة وأنماط الرسوم البيانية قد تساعدك إلى حد ما في الاستعداد للمفاجآت، لكن عند مواجهة حدث لم تتوقعه من قبل، من المهم أن تكون سريع التفكير وتتخذ قرارات مدروسة خاصة عندما تكون الأموال الحقيقية على المحك.
كيف تدرب عقلك على التفاعل مع الخوف والصدمة
لن تتمكن من تدريب عقلك على التفاعل مع الخوف والصدمة إذا كنت تكتفي بالنظر إلى الرسوم البيانية. إنه أشبه بالقول بأنك تستطيع طهو طبق لمجرد أنك قرأت الوصفة! لتصبح بارعاً في الاستجابة للأحداث غير المتوقعة، عليك أولاً أن تتوقعها.
عادةً ما يكون طلاب الفنون القتالية جيدين في التدريبات على اللكم والرفس والصد داخل الفصل. ولكن عند مواجهة هجوم حقيقي، يتجمد العديد من الطلاب ولا يستطيعون التفاعل بالطريقة المناسبة. كنتيجة لذلك، يتعرض البعض للأذى رغم معرفتهم بالدفاع عن النفس.
أحداث غير متوقعة في التداول
يمكن أن تحدث الأحداث غير المتوقعة بنفس السهولة في التداول. افترض أنك قد أدخلت أوامرك قبل صدور تقرير اقتصادي. فجأةً، يتم تسريب التقرير قبل بضع دقائق ويتسبب في جنون حركة السعر بما يكفي لتفعيل أوامرك.
نظرًا لأنك لم تتوقع أو تخطط لهذا السيناريو، فإنك لا تعرف كيفية التفاعل وليس لديك فكرة عن كيفية إدارة تجارتك.
كيف يؤثر الخوف على عملية اتخاذ القرار
إذا كان هناك شيء مشترك في هذين المثالين، فهو أن الخوف يميل إلى تعطيل عملية اتخاذ القرار الطبيعية. في الحالتين، كانت عناصر المفاجأة والسرعة والعنف موجودة وشلت القدرة على اتخاذ خطوات صحيحة والتخطيط.
كما ذكر عالم نفس التداول المفضل لديّ، الدكتور بريت ستينبارجر، في كتابه “تحسين أداء المتداول”، “ما لا نتخيله، لا يمكننا الاستعداد له.”
إذا لم تأخذ في الاعتبار احتمال حدوث مفاجآت في السوق عند التدريب أو التخطيط لتجارة ما، فقد ينتهي بك الأمر بحاجز عقلي وتتجمد عندما يحدث شيء غير متوقع.
استراتيجية OODA لمواجهة المفاجآت
من المؤكد أنه من المستحيل توقع كل سيناريو في السوق وتحديد كيفية التفاعل في كل حالة، ولكن لا يضر أن تبذل قصارى جهدك في المحاولة. أيضًا، يقترح طيار القتال الاستراتيجي الأمريكي جون آر. بويد العمل داخل عقلية خصمك باستخدام نهج OODA (الملاحظة، التوجه، القرار، الفعل). يمكنك تطبيق هذا في التداول من خلال محاولة معرفة كيفية تفاعل مجموعات التجار مع ما يحدث قبل تحديد مسارك التالي.
التحكم في الأضرار
في نهاية اليوم، يتعلق الأمر بالتحكم في الأضرار. بالتأكيد، السوق قد يفاجئك بشيء يمكن أن يدمر تداولك، لكنك دائمًا يجب أن تفكر في كيفية إدارة المخاطر.
إذا لم تستطع تحديد ما الذي يحرك السوق حاليًا، فقط قم بقطع خسائرك أو الخروج من الصفقة بدلاً من التمني أن تسير التجارة في صالحك.
