مقدمة
أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المتداولون هو محاولة فتح العديد من المراكز في وقت واحد. يعتقدون أن زيادة عدد المراكز ستؤدي إلى زيادة الأرباح. “إذا فتحت مراكز في عدة أزواج، فإن واحدة منها ستحقق ربحًا كبيرًا.”
التداول المفرط ليس الحل
زيادة عدد الصفقات لا يعني زيادة فرص الربح. هذا ليس اليانصيب! إذا كنت تريد تعزيز فرصك ومهاراتك، فقد ترغب في أن تكون أكثر انتقائية في تداولاتك.
تخصيص رأس المال
فتح العديد من المراكز يؤدي إلى تشتت تخصيص رأس المال. عندما تجري بحثك وتثق في اتجاه السعر، ألا ترغب في وضع أكبر قدر من المخاطرة الممكنة على الصفقة؟ لا تقسم رأس مالك على حركة سعر قد تحقق 20% فقط لأنك تريد الاستثمار في أصل شائع قد ينمو بنسبة 10% فقط خلال نفس الفترة.
فقدان التفوق في السوق
التداول المفرط يعني أخذ العديد من الصفقات إلى حد فقدان التفوق في السوق. ذلك لأنك تقضي وقتًا أقل وبحثًا أقل على كل مركز. بدلاً من استعراض المخططات والتغريدات على ثمانية أصول، يمكنك إجراء تحليل متعدد للمخططات، اختبارات رجعية، والتحدث إلى مصادر مطلعة حول توقعات أسعار ثلاثة أصول فقط.
تشتت الانتباه
وجود العديد من الصفقات المفتوحة يضعف تركيزك. إلا إذا كنت روبوتًا، لا يمكنك التركيز فعليًا إلا على عدد صغير من الفرص. التحضير لسيناريوهات سوق مختلفة لن يفيد حسابك إذا لم تكن موجودًا لتنفيذ خطة التداول عندما تحدث.
أصل مشكلة التداول المفرط
كما يوضح أحد علماء النفس التجاريين المفضلين لدي، د. بريت ستينبارجر، فإن جذر التداول المفرط هو التفاوت بين توقعات الربح وتقلبات السوق. بعبارة أخرى، يشعر المتداولون غالبًا بالحاجة إلى التقاط حركات متعددة في السوق لتحقيق أهدافهم. هذا النوع من التفكير قد يدفع المتداول إلى المبالغة في تقدير مهاراته التجارية في محاولة تحقيق أهدافه وإقناع نفسه ذهنياً بأنه قضى يومًا تجاريًا جيدًا.
العمل بجدية لا يعني أخذ المزيد من الصفقات
معظمنا تعلم أن يجب علينا العمل بجدية أكبر وإنجاز المزيد لتحقيق نتائج أفضل. بينما لساعات الممارسات المدروسة فوائدها، فإن الاعتقاد أن العمل بجدية يعني أخذ المزيد من الصفقات هو مفهوم خاطئ. العمل بجدية يعني اختيار أفضل الفرص (أي تلك عالية الاحتمالية).
إستراتيجية لتجنب التداول المفرط
بالطبع، هذا أسهل قولًا من الفعل، لذا إليك حيلة بسيطة يمكن أن تساعدك في تجنب التداول المفرط:
خذ صفقة واحدة فقط يومياً
نعم، بدون استثناءات. إذا ربحت صفقة كبيرة، انتهى يومك. إذا خسرت صفقة، انتهى يومك. يطلق مدرب التداول ومؤلفه جالين وودز على هذه الخطة “خطة طلقة واحدة”.
وضع هذه القاعدة الصارمة للصفقة الواحدة يجبرك على التفكير وكأن لديك رصاصة واحدة فقط، مما يعني أنك يجب أن تصوب بشكل صحيح وتسحب الزناد في الوقت المناسب لتحقيق أقصى استفادة من فرصتك الوحيدة. يجب أن تكون دقيقاً جداً في اختيار “الأفضل” لهذا اليوم وفي نفس الوقت تكون متيقظًا في التقاط الحركة.
الخاتمة
في نهاية الأمر، مهمتنا كمتداولين هي الحصول على أقصى عائد لرأس المال الذي نملكه. بينما لن يضمن الانتقاء في التداولات أرباحًا مستمرة، فإنه بالتأكيد يمكن أن يقلل من الخسائر ويأمل أن يبقيك في لعبة الفوركس لفترة كافية لتحقيق الربحية المستدامة.
