مقدمة
يقول المتداولون المتمرسون في سوق الفوركس إن الشيء الوحيد المؤكد في الأسواق هو عدم اليقين. يعتبر تداول العملات من أصعب الأسواق التي يمكن التعامل معها بنجاح، فكما أن الوحوش البرية تكون نشطة على مدار الساعة، كذلك يكون سوق العملات غير مستقر وعصبي. يمكن أن يتحول السوق بشكل غير متوقع من هدوء إلى تقلبات كبيرة في لحظات.
تحديات السوق
على الرغم من أن الاقتصاد العالمي يبدو أنه يتعافى من آثار انخفاض أسعار النفط مؤخرًا، إلا أن الأزمة اليونانية المستمرة تضيف المزيد من عدم اليقين. بالإضافة إلى ذلك، فإن احتمالية تشديد السياسات النقدية من بعض البنوك المركزية قد يشكل أيضًا مخاطر. كيف يمكنك تجنب تأثير هذه العوامل على قراراتك التجارية؟
القبول والاستعداد
القبول
الخطوة الأولى هي قبول الحقيقة. عليك إدراك أنك، ما لم تكن تستطيع رؤية المستقبل، لن تكون قادرًا على التنبؤ بكل حركة في السوق أو التحكم بكافة المتغيرات الممكنة. نعم، ستواجه صفقات خاسرة، وإذا لم تستطع استيعاب هذا المبدأ فلن تكون قادرًا على التكيف مع الظروف المتغيرة.
الجميع مختلف، لذا قد تأتي نقطة التحول نحو القبول لدى كل منا في أوقات مختلفة. ولكن يمكنك المراهنة عادةً أنها لا تأتي إلا بعد الكثير من التداول والخبرة. إذا كنت تظن أن مهاراتك التحليلية ممتازة أو أنك ستجد صيغة رياضية مثالية لتحقيق سجل تداول لا تشوبه شائبة، فكر مجددًا!
كن مستعدًا
الخطوة الثانية لتقليل مخاطر المجهول هي الاستعداد. فمثلاً، هل يمكن لطبيب أن يقول: “حسنًا، أعتقد أن لديك مشكلة في القلب. سأتفحص الأمور قليلاً لأرى ما يمكنني العثور عليه. فقط استرخ ولاتقلق. لقد قمت بهذا مليون مرة…”؟ بالطبع لا. يقوم الطبيب ذو الخبرة بإجراء العديد من الفحوصات وتحضير فريق من المحترفين للقيام بالجراحة والتعامل مع أي مضاعفات غير متوقعة.
مثل الجراحة، فإن تداول الفوركس هو عمل جاد. وعلى الرغم من وجود عوامل غير متوقعة دائمًا، يمكن تقليل عدم اليقين بشكل كبير من خلال التحضير الجيد. أخذ الوقت لدراسة والتحكم في ما يمكنك التحكم فيه يقلل من الكثير من عدم اليقين، لأنك قد قمت بتحديد وخططت لأسوأ السيناريوهات. وإذا كنت تعرف بالفعل نتيجة تداولك بغض النظر عن اتجاه السوق، فمن ماذا تخشى؟
هل هو بهذه البساطة حقًا؟
القبول والتحضير يبدو وكأنهما حلول بديهية لتجاوز المشاعر المرتبطة بمواجهة المجهول، ولكن هذا أبعد ما يكون عن السهولة. قد يتعارض القبول مع اعتقادنا أن هناك سببًا منطقيًا لكل شيء. نعتقد أنه “إذا عملت بجد ووجدت الأسباب التي حركت السوق، يمكنني استخدامها كميزة”. ولكن كما قد تكون قد لاحظت، السوق يمكن أن يكون غير منطقي ويمكن أن يبقى كذلك لفترة أطول مما يمكننا توقعه.
الحل الثاني، التحضير، يتطلب ببساطة الكثير من العمل. مثل الشيف الذي يستيقظ في الرابعة صباحًا للتحضير ليوم طويل في المطعم، يجب أن تكرس الوقت لدراسة الجداول الاقتصادية، وقراءة الأخبار الاقتصادية، واختبار الأنظمة لتكون مستعدًا لأي شيء قد يأتي به السوق.
لكن لا تقلق، إذا استطعت البقاء في هذه اللعبة لفترة كافية، فإنك ستتغلب على عدم اليقين بالتجربة والخبرة. فقط حافظ على تفاؤلك عندما تتلقى ضربة، وركز على تطوير عادات التداول الجيدة، وسرعان ما ستقول: “عدم اليقين؟ أي عدم يقين؟”
