المقدمة
يُعد كتاب “The ONE Thing” للمؤلف غاري كيلر أحد أكثر الكتب تأثيراً في مجال الإنتاجية وتحديد الأولويات. يقدم هذا الكتاب نهجاً بسيطاً وفعّالاً للتركيز والإنتاجية، مستنداً إلى سؤال مركزي يهدف إلى تقليل الفوضى والتشتيت والضغط، وزيادة التركيز والطاقة والنجاح. يظل هذا الكتاب ذو صلة كبيرة في عالم اليوم الذي يتميز بالسرعة وكثرة المهام الملقاة على عاتق الأفراد.
غاري كيلر هو مؤسس واحدة من أكبر شركات العقارات في العالم ولديه خبرة تمتد لأكثر من 30 عاماً في هذا المجال. بالإضافة إلى نجاحه في عالم الأعمال، أصبح كيلر مؤلفاً لكتب تحفيزية تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعاً، مثل “The ONE Thing”.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: تحديد الأولويات بإستخدام سؤال واحد
الدرس الأبرز من الكتاب هو القدرة على تحديد أولوياتك طويلة وقصيرة المدى من خلال سؤال واحد: “ما هو الشيء الواحد الذي يمكنني فعله الآن والذي من خلاله ستصبح الأشياء الأخرى أسهل أو غير ضرورية؟” هذا ما يسميه كيلر بالسؤال المحوري وهو العمود الفقري للكتاب.
يستند هذا السؤال إلى مبدأ باريتو (80/20)، حيث أن 20% من المجهود تمنحك 80% من النتائج. يساعد هذا السؤال على تبسيط المهام وتحديد الأولويات بفاعلية. فعلى المستوى الكبير (الماكرو)، إذا كان هدفك النهائي هو أن تصبح طياراً، فإن الشيء الواحد الذي يجب أن تفعله هو الحصول على رخصة طيار. وعلى المستوى الصغير (الميكرو)، فإن الشيء الواحد الذي يمكن القيام به الآن هو التسجيل في دروس الطيران.
الدرس الثاني: التركيز يعني التعلم كيف تقول لا
التركيز لا يعني فقط قول نعم لما هو مهم، بل يعني أيضاً قول لا لما هو غير ضروري. يستشهد كيلر بنصيحة ستيف جوبز الشهيرة الذي اضطر لرفض 340 فكرة وإبقاء 10 فقط في بداية عودته إلى شركة آبل. يبين هذا مثالاً ممتازاً على كيفية تحديد الأولويات بفعالية.
يُقترح في الكتاب تقليل المقاطعات والطلبات المتكررة من خلال حلول مثل إنشاء قسم للأسئلة المتكررة (FAQ) لتوجيه الزملاء والموظفين. تقليل المشتتات يساعد على المحافظة على التركيز والقول لا بسهولة أكبر دون الحاجة إلى تبرير ذلك مراراً وتكراراً.
الدرس الثالث: لا تضح بأوجه حياتك الشخصية من أجل العمل
العمل هو الكرة المطاطية بين خمس كرات تتضمن الأسرة, الصحة, الأصدقاء, والنزاهة. إذا سقط العمل، فإنه سيرتد ويعود. ولكن الكرات الأخرى مصنوعة من الزجاج، وإذا سقطت فقد تتعرض للخدش أو التحطم. هذا التشبيه يصبح أساسياً لفهم أن العمل يمكن تأجيله أو تعديله، ولكن الأسرة والصحة والعلاقات يجب أن تحظى بالأولوية اللازمة.
يشرح كيلر أن النجاح في العمل لا ينبغي أن يأتي على حساب الجوانب الحياتية الأخرى، مثل قضاء الوقت مع العائلة أو الاهتمام بالصحة. يوصي الكتاب أن تعمل على شيء واحد مهم بدلاً من العديد من الأشياء الصغيرة التي تشتتك.
الفئة المستهدفة
هذا الكتاب موجه للأفراد الذين يشعرون بالإرهاق من تعدد المهام والرغبة في زيادة إنتاجيتهم. سوف يستفيد من قراءته الطلاب الجامعيون الذين يجدون صعوبة في تنظيم وقتهم، وكذلك المديرون التنفيذيون الذين يحاولون موازنة بين العمل والحياة الشخصية. أيضاً، قد يجده مفيداً أولئك الذين يجدون صعوبة كبيرة في قول لا.
الخلاصة
في النهاية، كتاب “The ONE Thing” يقدم نهجاً علمياً وعملية بسيطة تساعد الأفراد على تحقيق مستوى أكبر من التركيز والإنتاجية. من خلال التركيز على سؤال محوري واحد، تتضح أولوياتك وتصير قادرًا على اتخاذ قرارات أكثر حكمة وعملية. إن كنت تسعى لتحسين إنتاجيتك وتقليل الفوضى في حياتك، فإن هذا الكتاب بلا شك سيكون إضافة قيمة لمكتبتك.
بفضل الأسلوب السلس والمباشر لغاري كيلر، إلى جانب الأمثلة الواقعية والنصائح العملية، يمكن أن يساعدك هذا الكتاب في تحقيق أهدافك مع الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية. ننصح بقراءته لكل من يسعى إلى تحسين ذاته وتحقيق النجاح في حياته.
