مراجعة شاملة لكتاب “The Greatness Mindset” للمؤلف لويس هاوز – اكتشاف الطريق إلى العظمة
المقدمة
يقدم كتاب “The Greatness Mindset” للمؤلف لويس هاوز خارطة طريق لتعريف هدف ذو مغزى لحياتك، وتوفير أدوات ثلاث للتغلب على المخاوف التي قد تمنعك من تحقيق هذا الهدف. بالإضافة إلى مجموعة من التمارين التي تساعدك على البقاء نشيطًا ومعنويًا عاليًا وأنت تسعى نحو تحقيق العظمة الفريدة لديك.
لويس هاوز هو مضيف برنامج البودكاست المعروف “The School of Greatness” والذي تجاوزت تحميلاته أكثر من 100 مليون مرة. يمتلك هاوز خلفية في الرياضة، حيث كان لاعب كرة قدم واعد حتى تعرض لإصابة بالغة في معصمه حطمت أحلامه الرياضية. إلا أنه تحول من هذه الكارثة وكان ذلك بداية رحلته الجديدة في حياة مهنية ناجحة.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: كيف تضع “بيان المهمة ذو المغزى” الخاص بك؟
خلص لويس إلى أهمية أن يكون لديك “بيان مهمة ذو مغزى” بعد عدة تجارب في حياته. نُقِلَ عنحياته الانتقالية من النوم على أريكة أخته والعيش في كآبة بعد إصابته، إلى تحويل مهاراته في ليكيدين إلى عمل مزدهر في الشبكات. ولكنه اكتشف كذلك أن النجاح المالي لا يعني السعادة، بل إن وجود هدف حقيقي ومهم في الحياة هو الذي يعطي للإنسان الراحة النفسية والاستقرار العاطفي.
لتحديد بيان مهمتك ذو المغزى، يقترح هاوز النظر في ثلاثة عوامل:
- الشغف: ما هو النشاط الذي يثير حماسك حتى لو كنت تفعله دون مقابل؟
- القوة: ما هي نقاط القوة لديك؟ وما هو ما يمكنك بناؤه بالمهارات الصحيحة لخلق قيمة؟
- المشكلة: ما هي المشكلة الحقيقية للناس التي تتميز بأفضلية في مساعدتهم على التغلب عليها؟
من خلال الجمع بين الشغف، القوة، والمشكلة، يمكنك كتابة بيان مهمة ذو مغزى يكون البوصلة التي توجهك في طريقك نحو تحقيق العظمة.
الدرس الثاني: قم بأخذ إجراءات يومية صغيرة للتغلب على المخاوف الكبرى
يعاني لويس هاوز من عسر القراءة وتعرض للتحرش الجنسي في طفولته. ومع ذلك فإن الفشل والشكوك الذاتية كانت حالات متكررة في حياته المهنية. يوظف هاوز تجاربه الشخصية لتوضيح أن الجميع يعانون من مخاوف وشكوك. لكن الأكثر أهمية هو كيف نواجه تلك المخاوف.
هاوز يوضح أن المخاوف الثلاثة الرئيسية التي تعوق التقدم هي:
- الخوف من الفشل: الجميع يفشلون في البداية. ولكن الأسوأ من الفشل هو الندم على عدم المحاولة.
- الخوف من النجاح: قد تكون متلازمة المحتال شديدة لدرجة تمنعك من الوصول لقمة ما تحاول تحقيقه. عش حياتك يومًا بعد يوم.
- الخوف من الحكم: لا أحد يحب أن يحكم عليه، لكن لا أحد يفكر فيك بقدر ما تفكر أنت في نفسك.
للتغلب على هذه المخاوف، يكمن السر في اتخاذ إجراءات صغيرة يومية. يروي هاوز قصة عن الكاتب سيث جودين الذي صرح بأنه كتب 7500 منشور على مدونته. النجاح يتطلب الاستمرار على نفس المسار وعدم الركون للتردد.
الدرس الثالث: لتطوير “عقلية العظمة في الحركة”، كن واعياً بأفكارك ومشاعرك وسلوكك
يؤكد هاوز أن العظمة ليست حدثًا يحدث بين عشية وضحاها، بل هي رحلة طويلة تتطلب الاستمرارية والالتزام اليومي. يستخدم هاوز مفهوم “دورة العقلية في الحركة” ليشرح كيف يمكن للبقاء على دراية بأفكارك، مشاعرك، وسلوكك أن يساعدك على التحرك نحو أهدافك.
يقول هاوز: “العقلية بحد ذاتها محايدة. يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية. يمكن أن تكون فوضوية أو نظيفة.” للاحتفاظ بحالة ذهنية جيدة واتخاذ الإجراءات اللازمة، يجب أن تتوافق على ثلاثة أبعاد:
- أفكارك: ما هو لون المحادثة داخل عقلك؟
- مشاعرك: هل يمكنك السماح للمشاعر بالمرور دون أن تحجبك طوال الوقت؟
- سلوكك: في النهاية، فقط الإجراءات هي التي تقودك إلى أهدافك.
عندما تتماشى هذه الأبعاد الثلاثة، فإنها تعزز بعضها بعضًا وتجعلك تتحرك بسرعة نحو أهدافك.
الفئة المستهدفة
من يمكن أن يستفيد من قراءة هذا الكتاب؟
- الطالبة الجامعية البالغة من العمر 19 عامًا التي تدرك ببطء أنها لن تصبح محترفة في الرياضة.
- المبدع الذي يبلغ من العمر 35 عامًا ولا يعرف ما إذا كان لديه القوة للبدء من جديد بعد إغلاق عمله.
- أي شخص يشعر بأن عقله مثقل أكثر مما ينبغي في معظم الأيام.
هذا الكتاب سيقدم لهم الأدوات والنصائح اللازمة للتغلب على الشكوك الذاتية والمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافهم بكل قوة وإصرار.
الخلاصة
بشكل عام، يمكن اعتبار كتاب “The Greatness Mindset” قراءة ملهِمة ومفيدة. يقدم هاوز مجموعة من الأدوات والتمارين التي تستحق الوقت المبذول في تطبيقها، حتى لو قمت بتنفيذ واحد أو اثنين منها فقط. الكتاب ليس الأكثر ابتكارًا في مجال كتب التنمية الذاتية، ولكن في مشاركة تجاربه الشخصية وتجارب ضيوفه، قدّم هاوز مجموعة من الأفكار القابلة للتطبيق والتي تستحق الاستكشاف.
ننصح بقراءة هذا الكتاب لكل من يسعى لتحسين حياته وتجاوز العقبات الشخصية والمهنية، وبناء قدرات عظيمة تستند إلى هدف ذو مغزى وشغف حقيقي.
