مراجعة شاملة لكتاب “مخطط اتخاذ القرار” للمؤلف باتريك إيدبلاد – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية
المقدمة
يُعد كتاب “مخطط اتخاذ القرار” لباتريك إيدبلاد دليلاً شاملاً يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات أفضل، وتجنب الأخطاء والمغالطات الذهنية المكلفة، وتحسين حياتهم من خلال تحسين عملية اتخاذ القرار. يحث الكتاب القراء على التحكم في نهجهم الواعي في عملية اتخاذ القرار، مما يمكنهم من تحسين حياتهم وتحقيق نجاحات أكبر. ننظر في هذا الكتاب من خلال منظور الكاتب باتريك إيدبلاد، الذي يعتبر خبيراً في التنمية الشخصية ولديه العديد من الأعمال البارزة في هذا المجال.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: التحيز التأكيدي والتحيز الذاتي يمكن أن يؤثران بشكل خطير على عقلانية الفرد
يميل البشر بطبيعتهم إلى رفض كل ما يخالف آرائهم وأخذ الفضل فقط في النجاحات. هذا ما يُعرف بالتحيز التأكيدي. يبحث الأفراد عادةً عن معلومات تدعم معتقداتهم الحالية، حتى وإن كانت هذه المعتقدات خاطئة أو غير دقيقة. على سبيل المثال، يمكن لشخص يفضل وجهة نظر معينة أن يتجاهل الأدلة المخالفة حتى وإن كانت مدعومة بمصادر موثوقة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك التحيز الذاتي، حيث يميل الأفراد إلى نسب النجاح إلى أنفسهم بينما يلقون باللوم على الظروف أو الآخرين في حالة الفشل. هذا النوع من التفكير يمكن أن يؤثر سلباً على معنويات الشخص ويجعله يشعر بأن شخصيته الحقيقية ليست جيدة بما يكفي. على الرغم من صعوبة التغلب على هذه التحيزات بالكامل، يمكن للأفراد تحسين عملية اتخاذ القرار من خلال الاعتراف بهذه التحيزات وتطوير الفكر النقدي.
الدرس الثاني: الميل البشري للحفاظ على الوضع الراهن يمكن أن يكون ضاراً بالمستقبل
تُظهر الأبحاث أن البشر يميلون بطبيعتهم إلى مقاومة التغيير والحفاظ على الوضع الراهن. يحدث ذلك لأننا مبرمجون للحفاظ على الطاقة ولأننا نخشى الخسائر أكثر من سعينا للأرباح المحتملة. على سبيل المثال، يميل الناس للذهاب إلى نفس المطاعم لأنهم يشعرون بالراحة فيها. على الرغم من أن هذا السلوك قد يساعد في توفير الوقت والطاقة، إلا أنه قد يعيق الفوائد المحتملة من الخيارات الأخرى.
لتجنب الوقوع في هذا الشرك، يجب على الأفراد التعرف على التزامهم النفساني بالمألوف. عند تقديم فرص جديدة، يجب أن يسأل الشخص نفسه عما إذا كان يفضل الخيار المألوف لمجرد أنه مريح ومعروف، أم لأن الخيار الجديد ليس جديراً بتجربته فعلاً.
الدرس الثالث: تطبيق مبدأ باريتو سيساعدك في اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في حياتك
اكتشف الاقتصادي الإيطالي فلفريدو باريتو مبدأ هاماً: جزء صغير من الأشياء التي نقوم بها يسهم في تحقيق الجزء الأكبر من النتائج. يعرف هذا المبدأ بمبدأ 80/20، حيث أن 80% من النتائج تأتي من 20% من الأسباب. يعمل هذا المبدأ كمرجع للحكومات عند تحليل توزيع الثروة أو السكان، وكذلك للشركات عند تحليل مصادر الإيرادات.
بتطبيق هذا المبدأ في الحياة اليومية، يمكن للأفراد أن يقضوا وقتهم بشكل أكثر فعالية ويصبحوا أكثر إنتاجية. من خلال التساؤل عن العلاقات التي تشكل 20% من سعادتهم، أو الأنشطة التي تشغل 20% من وقتهم وتحقق 80% من النتائج، يمكن للأفراد فهم حياتهم بشكل أفضل واختيار ما يجب تغييره أو الحفاظ عليه من عاداتهم.
الفئة المستهدفة
هذا الكتاب مناسب بشكل خاص للشخصيات التالية:
- الشخص البالغ من العمر 30 عاماً والذي يسعى لتحسين حياته المهنية والشخصية.
- الشخص البالغ من العمر 22 عاماً والذي يريد اتخاذ قرارات أفضل بعد التخرج من الجامعة.
- الموظف البالغ من العمر 45 عاماً والذي يشعر بالركود في وظيفته ويرغب في تغيير مسار حياته.
الخلاصة
يعتبر كتاب “مخطط اتخاذ القرار” دليلاً عملياً لاتخاذ قرارات أكثر ذكاءً. يساعد الكتاب الأفراد في تحسين عملية التفكير، والتخلص من التحيزات والمغالطات الذهنية من خلال تكتيكات بسيطة وسهلة التنفيذ. اتباع إرشادات هذا الكتاب بحذافيرها سيكون له تأثير إيجابي وطويل الأمد على حياة القراء وعلى كيفية بناء علاقاتهم مع من حولهم.
بشكل عام، نحن ننصح بشدة بقراءة هذا الكتاب لأنه يقدم استراتيجيات فعالة لتحسين عملية اتخاذ القرار، مما يمكن الأفراد من تحقيق نتائج أفضل في مختلف مجالات حياتهم.