مراجعة شاملة لكتاب “كيف تكسب الكلمات” لفرانك لونتز – اكتشاف أسرار التواصل الفعّال
المقدمة
يعتبر كتاب “كيف تكسب الكلمات” لفرانك لونتز دليلاً عملياً شاملاً لفنون التواصل الفعّال. يبرز الكتاب أهمية استخدام الكلمات الصحيحة ولغة الجسد المناسبة في المواقف المختلفة لتحقيق فهم أفضل والحصول على أقصى استفادة من الحوار. يأتي هذا الكتاب في وقت حاسم حيث تلعب مهارات التواصل دورًا محوريًا في حياتنا اليومية والمهنية. فرانك لونتز، خبير معروف في مجال الاتصالات، لديه العديد من الأعمال البارزة والمساهمات القيمة التي جعلته مصدر إلهام للكثيرين.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: إعداد الرسالة بشكل واضح وموجز مع التركيز على الجمهور المستهدف
لا بد أن يكون التواصل الفعّال مخصصًا للجمهور المستهدف ويستخدم عبارات منظمة وواضحة. يعرف المتحدث الجيد أن كل جمهور يختلف عن الآخر، ولذلك يتعين عليه أخذ نوع الجمهور في الاعتبار عند توصيل رسالته. سواء كنت تتحدث مع أصدقائك وعائلتك أو مع مجموعة من المتخصصين في مجال ما، فإن لغتك وتعبيراتك يجب أن تتغير لتناسب الجمهور.
يمكن لنفس الكلمات أو العبارات أن تولد ردود فعل مختلفة من الناس. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن الأمريكيين يستجيبون بشكل إيجابي أكثر للعبارات التي تتضمن “مساعدة الفقراء” مقارنة بكلمة “الرعاية”، رغم أن المفهومين يمثلان نفس الفكرة. هذا هو قوة الكلمات – وكل الشخصيات المؤثرة تعرف ذلك جيداً!
وسر آخر للتواصل الفعّال هو استخدام لغة بسيطة ومختصرة. الرؤساء وأعضاء السياسات في جميع أنحاء العالم فقدوا مواقع حيوية لأنهم استخدموا كلمات صعبة الفهم لجمهورهم. عندما تخاطب جمهورًا عريضًا، من الأفضل أن تبسط المصطلحات والعبارات. كقاعدة عامة، العبارات القصيرة والمصطلحات البسيطة هي الأفضل لنقل المعلومات.
الدرس الثاني: استخدام التخصيص والتأنس لجذب انتباه الجمهور
تعلمنا أهمية استهداف الجمهور بشكل صحيح واستخدام كلمات بسيطة وفعالة. الآن، حان الوقت للتركيز على الجزء العاطفي من التواصل. أرسطو نفسه تحدث عن هذا الأمر في كتاباته، حيث نصح المتحدثين باستهداف الجانب العاطفي من الناس بالإضافة إلى الجانب العقلاني.
هناك طريقتان لإضافة العاطفة إلى كلماتك: إما من خلال إيجاد لغة تنطبق على مواقف يعرفها الجميع، وتسمى ذلك بالتأنس، أو من خلال التفصيل والربط بتجاربهم الشخصية، ما يُعرف باستخدام تقنية التخصيص. عندما تخاطب جمهورًا أكبر وتحاول جمع الناس تحت هدف مشترك وتقليل الانقسامات، ستحتاج إلى استخدام قوة التأنس والتخصيص.
من أشهر الأمثلة على ذلك، رونالد ريغان في حملته الرئاسية، حيث استخدم التخصيص بسؤال الجمهور: “هل أنت أفضل حالاً اليوم مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟”. هذه الطريقة جعلتهم يختبرون واقعهم الشخصي ويصلون إلى استنتاج ريغان، مما ساعده في الفوز بالانتخابات.
الدرس الثالث: فهم الجمهور سيساعدك على إقناع الناس حتى في حياتك اليومية
يعتقد البعض أن معرفة أسرار استخدام الكلمات والتقنيات الفعالة في التواصل أمر سيُستخدم فقط إذا أصبحت قائدا أو متحدثا عاما أو شخصية مؤثرة. لكن، هذا ليس صحيحاً!
تطوير المهارات الاجتماعية هو أمر يسهل حياتك اليومية ويساعدك على الخروج من المواقف غير المريحة. سواء كنت توقفك الشرطة بسبب السرعة الزائدة، أو تتأخر عن اجتماع، أو تنسى شيئاً مهماً في المنزل، فإن معرفة كيفية التعامل مع الموقف ستجعل الأمور أكثر سلاسة بالنسبة لك.
في البداية، أظهر الامتنان وقل “من فضلك” و”شكراً”. بعد ذلك، من المهم أن تعرف من تخاطب، استخدم التعاطف لتكون على نفس مستواهم، وكن على دراية بثقافتهم أو خلفيتهم المهنية. تأكد من تقديم نفسك كمصدر موثوق وفهم وضعهم، فأنت تُقدر جهودهم لمساعدتك وتكون ممتناً لذلك. إذا كنت تطلب معروفاً، كن صريحاً، غير رسمي، ولكن مُقدّراً للجهد المبذول.
في نهاية المطاف، التواصل الفعّال يدور حول احترام الآخرين، والتوضيح بأنك تفهم وضعهم وتقدر جهودهم، مع إظهار التعاطف إذا كنت أنت الشخص الذي يقدم المساعدة.
الفئة المستهدفة
- السياسي الطموح البالغ من العمر 35 عامًا الذي يرغب في تطوير مهاراته في التواصل مع الناس.
- المتحدث العام أو الكاتب الخفي البالغ من العمر 40 عامًا الذي يريد تحسين مهاراته في التواصل.
- طالب الاتصال البالغ من العمر 23 عامًا الذي يرغب في تعميق معرفته في مجال التواصل.
الخلاصة
كتاب “كيف تكسب الكلمات” يستكشف فن التواصل وكيفية بناء مهارات اجتماعية طويلة الأمد تساعدك على التفوق في حياتك الشخصية والمهنية. باستخدام عدد قليل من الممارسات، مثل ربط كلماتك بمستمعيك، ومعرفة جمهورك، والحفاظ على قواميسك قصيرة ومختصرة، ستتمكن من الفوز بجماهير الناس في حياتك اليومية بسرعة وفعالية.
قراءة هذا الكتاب ستكشف لك العديد من الأفكار حول تكنولوجيا التواصل الفعّال وستعلمك كيف تعبر عن وجهة نظرك بسهولة أكبر وكيف تقوي علاقاتك. لهذا، أنصح بقراءة كتاب “كيف تكسب الكلمات” لكل من يرغب في تحسين مهاراته في التواصل والحصول على نتائج أكثر من حواراته ومناقشاته اليومية!