مراجعة شاملة لكتاب “كيف تفشل في كل شيء تقريباً وما زلت تفوز بشكل كبير” للكاتب سكوت آدامز – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية
المقدمة
يعد كتاب “كيف تفشل في كل شيء تقريباً وما زلت تفوز بشكل كبير” مذكرات مثيرة للمبدع وراء الكاريكاتير الشهير “ديلبرت”، سكوت آدامز. يعرض الكتاب رحلة آدامز من الفشل إلى النجاح الباهر، كاشفاً النقاب عن الدروس التي تعلمها حول كيفية الاهتمام بنفسه والبقاء متحفزاً، حتى في أوقات الإخفاق المتتالية. في عصر نعيش فيه تحت ضغط النجاح السريع والإنجازات الكبيرة، يقدم لنا آدامز نصائح قيمة حول كيفية تحقيق النجاح من خلال الاستمرارية والمرونة.
عمل سكوت آدامز في العديد من الوظائف غير الناجحة وأطلق عدة شركات ناشئة فاشلة قبل أن يصل إلى النجاح الكبير مع “ديلبرت”. اليوم، يحتفل هذا الكاريكاتير بعقود من النجاح العالمي. يعد هذا الكتاب بمثابة دليل عملي لمواجهة الفشل، ليس فقط من خلال سرد تجربة الكاتب الشخصية، بل عبر تقديم نظريات وأساليب يمكن تطبيقها في الحياة اليومية.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: بناء الحياة حول الأنظمة بدلاً من الأهداف
تعلم سكوت آدامز قوة الأنظمة من شخص جلس بجانبه في رحلة طيران. أوضح له هذا الشخص أنه من خلال الاعتماد على الأنظمة بدلاً من الأهداف، انتهى به الأمر بالصعود من موظف عادي إلى منصب الرئيس التنفيذي. فالأهداف تعاني من مشكلتين رئيسيتين: الأولى أنها مستقبلية، حيث يتطلب تحقيقها العمل اليومي الذي قد يكون محبطاً. والثانية أنها محددة للغاية، مما يعني أنك قد تشعر بخيبة أمل حتى لو حققت شيئاً قريباً من الهدف.
بدلاً من ذلك، الأنظمة تعطيك المرونة لتعديل خططك وتجعل التوقيت غير مهم. على سبيل المثال، لو كانت غاية سكوت هي نشر 365 كاريكاتيراً في السنة، لكان كل يوم يمثل فشلاً محتملاً حتى يتم رسم الكاريكاتير، ولن يشعر بأي إنجاز حتى نهاية السنة. لكن بالتركيز على نشر مدونة يومياً، كل يوم كان يعد نجاحاً بغض النظر عن إجمالي الأعمال المنشورة.
الدرس الثاني: تجربة الوظائف في المجالات التي تشعر بالراحة في المخاطرة بها
واحدة من أهم النصائح التي يقدمها سكوت آدامز هي تجربة الوظائف في المجالات التي تشعر فيها بالراحة تجاه المخاطرة. كل شخص منا يمتلك مهارات معينة، لكن ليس من السهل دائماً التعرف عليها. إذا لم تكن لديك هوايات سابقة واضحة كنت تتعامل معها بشغف، فإن آدامز يقترح أن تسأل نفسك: في أي مجال تستطيع المخاطرة؟ فعلى سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالراحة عند التحدث أمام الجمهور، فقد يكون هذا مجالاً يمكنك أن تستغله في حياتك المهنية.
بناءً على هذا التوجيه، يمكن للمرء أن يبدأ بتجربة مختلف الوظائف والأنشطة حتى يجد ما يتوافق معه. يمكن أن تكون هذه التجارب متنوعة وتساعدك على اكتشاف مجالات لم تكن قد فكرت فيها من قبل، لكنها يمكن أن تكون المناسبة تماماً لمهاراتك واحتياجاتك.
الدرس الثالث: استخدم الفضاء والزمن لإدارة طاقتك
يؤمن سكوت آدامز أن العثور على الشغف أمر غير واقعي، والأفضل هو العثور على الطاقة. فطالما كنت نشيطاً ومتحفزاً، لن يكون هناك مشكلة في الفشل المتكرر، لأنك ستستمتع طوال الطريق. يقترح آدامز ثلاث زوايا يجب النظر منها إلى مستويات الطاقة الخاصة بك:
- الأنشطة: ما الأشياء التي تجلب لك الحيوية وما التي تستنزفك؟ على سبيل المثال، أنا وسكوت نكره التسوق لكن نستمتع بالاستماع إلى الموسيقى.
- المكان: تحتاج إلى مكان تذهب إليه كل صباح للعمل، سواء كان مقهى أو مكتبة. لا تخلط بين الأماكن التي تفعل فيها أنشطة مختلفة.
- الزمن: البعض يفضل الاستيقاظ مبكراً بينما يفضل الآخرون العمل في فترة ما بعد الظهر. الطريقة المثلى هي تعديل جدولك الزمني ليتوافق مع ساعتك البيولوجية الداخلية.
لا تقلق إن لم تتمكن من تطبيق الجدول المثالي مباشرة، فهو يتطلب بعض الوقت للعثور عليه وتنفيذه. لكن إذا كنت تستطيع إدارة طاقتك بشكل جيد على المدى الطويل، يمكنك الفشل في كل شيء تقريباً وما زلت تحقق النجاح الكبير.
الفئة المستهدفة
من سيستفيد من قراءة هذا الكتاب؟ يمكن للعديد من الفئات المختلفة أن تجد قيمة في قراءة هذا الكتاب:
- الخريجون الجدد الذين يشعرون بالضغط للحصول على وظيفة عالية الأجر والتقدم السريع في مسيرتهم المهنية.
- المديرون في منتصف حياتهم المهنية الذين يشعرون بأنهم عالقون في وظائف غير مجزية وقد يعتقدون أن مسيرتهم المهنية قد وصلت إلى نهايتها.
- الفنانين وأصحاب المشاريع الإبداعية الذين يسعون لتحقيق النجاح في مجالات تتطلب مرونة وصبر طويل الأمد.
الخلاصة
في النهاية، يقدم سكوت آدامز في كتاب “كيف تفشل في كل شيء تقريباً وما زلت تفوز بشكل كبير” مزيجاً فريداً من الحكايات الشخصية والنصائح العملية التي يمكن أن تساعد أي شخص يسعى لتحقيق النجاح بغض النظر عن حجم الفشل. من خلال تشجيع القراء على بناء أنظمة بدلاً من الأهداف، وتجربة وظائف مختلفة، وإدارة طاقاتهم بشكل أفضل، يثبت آدامز أن الفشل ليس نهاية المطاف بل جزءاً طبيعياً من عملية النجاح.
إذا كنت تبحث عن كتاب يقدم رؤى عميقة حول كيفية التعامل مع الفشل وتحقيق النجاح في نهاية المطاف، فإن هذا الكتاب يستحق القراءة بالتأكيد. سواء كنت في بداية حياتك المهنية أو في منتصف الطريق وتبحث عن تغيير، ستجد في هذا الكتاب الإلهام والدروس القيمة التي تستطيع تطبيقها لتحسين حياتك المهنية والشخصية.