مراجعة شاملة لكتاب “فرحة الحركة” للمؤلفة كيلي ماكغونيغال – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية
المقدمة
يقدم كتاب “فرحة الحركة: كيف تساعدنا التمارين على العثور على السعادة، الأمل، الاتصال والشجاعة” للمؤلفة كيلي ماكغونيغال نظرة علمية وملهمة على الفوائد المتعددة للنشاط البدني. في زمن نشهد فيه تزايد الضغوط النفسية وأسلوب الحياة المستقر، يأتي هذا الكتاب ليكون نداء للعودة إلى الجذور والاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يقدمها النشاط البدني لصحتنا الجسدية والنفسية على حد سواء. كيلي ماكغونيغال هي عالمة نفس صحية وأستاذة في جامعة ستانفورد، لديها العديد من الأبحاث والكتب التي تركز على القوة التحويلية للنشاط البشري والتفكير الإيجابي.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: النشاط البدني يجعلك سعيدًا، ويقي من الأمراض النفسية، ويحسن مهاراتك الاجتماعية
صحيح أن النشاط البدني له القدرة على تحسين المزاج، وهذا ما يعرف بـ”نشوة العدائين”. لكن لم يُدرك الجميع أن هذا المصطلح يعود إلى عام 1885، عندما شبه الفيلسوف الاسكتلندي ألكسندر بين هذه الحالة الروحية بالتجربة الروحية. يشبه البعض هذه النشوة بالحب أو حتى بتأثير المخدرات العقلية. وتبين أن النشاط البدني ينتج المواد الكيميائية الطبيعية في الدماغ مثل الإندوكانابينويدات، التي تقلل الألم، وتحسن المزاج، وتُحفز على إطلاق الناقلات العصبية الإيجابية كالدوپامين والإندورفينات. هذه الكيميائيات لا تعمل فقط كدفاع ضد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق، بل تحسن أيضا الطريقة التي نتفاعل بها مع الآخرين. وتبين أن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة قبل لعبة اجتماعية تحسن التعاون والكرم بين المشاركين. فلا تقلق إذا كنت تكره الجري، فأي نوع من النشاط البدني يعطي هذه الفوائد!
الدرس الثاني: المخدرات والتمارين الرياضية يشتركان في الكثير، ولكن الحركة تجلب فقط الآثار الإيجابية
الفعل الإدماني للنشاط البدني قوي للغاية. في الستينات، عندما بدأ الباحثون في دراسة هذا الأمر، وجدوا صعوبة كبيرة في إيجاد أشخاص مستعدين للتوقف عن ممارسة الرياضة لمعرفة التأثير. حتى من قُبِل بإيقاف التمارين، كانوا غالبًا ما يغشون ويستمرون في ممارستها. يَكْمُن السر في حقيقة أن النشاط البدني يُنشط نظام المكافأة في الدماغ بنفس طريقة الكوكايين والهيروين، مما يجعل الناس مدمنين على التمرين. على الرغم من أن الأعراض الانسحابية مشابهة لتلك التي يتعرض لها مدمني المخدرات، إلا أن ممارسة الرياضة لا تجلب الآثار السلبية التي يسببها الإدمان على المخدرات. وأفضل الأخبار هي أن الاستمرار في ممارسة الرياضة يجلب الآثار الإيجابية فقط. بعد ستة أسابيع من ممارسة الرياضة أربع مرات في الأسبوع، يصبح الناس أكثر تعلقًا بها ويشعرون بالسعادة والرضا بعد الانتهاء من التمرين، مما يجعلها عادة مستدامة.
الدرس الثالث: تزيد من احتمالية الوصول إلى أفضل أداء لك عندما تستمع إلى الموسيقى المناسبة أثناء التمرين
الموسيقى المحفزة تحسن الأداء البدني. عند الاستماع إلى أغاني مُفضلة أثناء ممارسة الرياضة، يلاحظ الكثير زيادة في السرعة والأداء. لاحظ العداء الإثيوبي هايلي جبرسيلاسي هذا الأمر وأقنع منظمي سباقات الجري باستخدام إحدى أغانيه المحفزة، مما أدى إلى تحسين أدائه والفوز بالسباق! البحوث الحديثة تؤكد أن الاستماع إلى الموسيقى يقلل من استهلاك الأكسجين ويساعد هؤلاء الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في أداء أفضل في اختبارات الأداء القلبي. صوت الموسيقى المحفزة يحدث تأثيرًا إيجابيًا على فعالية التمارين، وتحول ذلك إلى تخصص يقوم به علماء مثل كوستاس كاراجيورجيس، الذي ينشئ قوائم تشغيل فعالة للرياضيين العالميين. ينصح باختيار الأغاني التي تحتوي على كلمات مشجعة مثل “اعمل”، “انطلق”، “اركض” وتكون بإيقاع يتراوح بين 120 و140 نبضة في الدقيقة للوصول إلى أداء متميز.
الفئة المستهدفة
هذا الكتاب يناسب كل من يشك في متعة التمارين الرياضية ويعتبرها واجبًا فقط. الشباب في العشرينات الذين يعتقدون أن لا أحد يحب التمارين، والموظفون في الأربعينات الذين يقضون ساعات طويلة جالسين ويرغبون في تحفيز للبدء بالنشاط البدني، وأي شخص يبحث عن أسباب علمية مثبتة للتحرك والنشاط أكثر.
الخلاصة
يعد كتاب “فرحة الحركة” بحثًا قيمًا يلهم القارئ ليصبح أكثر نشاطًا بدنياً ويستمتع بالتمارين الرياضية بطريقة لم يتوقعها من قبل. سواء كنت تسعى لتحسين صحتك النفسية أو الجسدية، أو تبحث عن طريقة جديدة للترابط الاجتماعي، فإن هذا الكتاب يقدم لك الإجابات والأدوات لتحويل حياتك. أنصح بقراءته للجميع، فهو يستحق الوقت والاستثمار لما يحمله من فوائد على عدة مستويات.