المقدمة
كتاب “سحر الترتيب – الفن الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى” لماري كوندو يقدم دليلاً شاملاً وبسيطًا لعملية ترتيب وتنظيم المنزل، مما يساعد على تحويله إلى واحة من السلام والوضوح. نُشر هذا الكتاب لأول مرة في أواخر عام 2014، وحقق نجاحًا كبيرًا حيث باع أكثر من 6 ملايين نسخة حول العالم. تعتمد ماري في طريقتها على سؤال محوري واحد: “هل هذا الشيء يشعل الفرح بداخلك؟”، ومع هذا السؤال البسيط تحولت الطريقة التي ننظر بها إلى أغراضنا ومنازلنا.
ماري كوندو، المعروفة باسم “كونماري”، هي خبيرة يابانية في التنظيم وتبسيط الحياة. أسهمت أعمالها في إدخال مفهوم التبسيط والترتيب كجزء من الروتين اليومي للكثيرين حول العالم، وترى بأن الترتيب ليس مجرد مهمة مادية بل تجربة روحية.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: ابدأ بأشياء سهلة قبل الانتقال إلى الأشياء الصعبة عند تقرير ماذا تحتفظ.
عملية الترتيب تعتمد على تقييم العلاقة بينك وبين كل عنصر موجود في منزلك. تتفاوت هذه العلاقات من حيث الزمان والمكان لتعكس الذكريات والتجارب الشخصية. تنصح ماري كوندو بالبدء بتصنيفات العناصر الوظيفية مثل الملابس والكتب والأجهزة التكنولوجية، قبل الانتقال إلى العناصر ذات الذكريات الخاصة مثل الصور والتذكارات.
مثال على ذلك، علاقة الشخص بصانع القهوة تختلف عن علاقته ببطاقة بريدية تلقاها من صديق. بالتدريج، يساعد هذا النهج على تحويل الترتيب من مهمة معقدة إلى عملية منظمة وممتعة، مما يسهل التخلي عن العناصر التي لم تعد تضيف قيمة حقيقية لحياتك.
الدرس الثاني: “YODO” – أنت تتخلص من الفوضى مرة واحدة فقط (إذا قمت بالأمر بشكل صحيح).
تعتقد ماري كوندو أن الترتيب ليس مهمة تستمر مدى الحياة. بل، إذا تمت بالشكل الصحيح، يمكن أن تكون عملية واحدة تغير حياتك بالكامل. تأخذ ماري حوالي ست ساعات في المتوسط لترتيب منزل أحد عملائها، مما يوحي بأن الأمر يحتاج إلى وقت وجهد مركزين. عندما تقوم بترتيب شامل وكامل، ستلاحظ تغييرًا في نمط حياتك حيث تصبح أكثر وعيًا بما تشتريه وتحتفظ به.
على سبيل المثال، في عام 2013 قمت بإزالة 75% من ملابسي، ومجموعة الألعاب الفيديو، والأفلام، وبعض الكتب، ومعظم المذكرات الدراسية القديمة. هذا العمل الشامل منحني شعورًا بالحرية والراحة، ولم أقم بمهمة كبيرة في الترتيب منذ ذلك الحين إلا التخلص من أشياء قليلة بين الحين والآخر.
الدرس الثالث: لا تعقد عملية الترتيب، استخدم أسئلة بسيطة لتحديد ما تحتفظ به.
من الصعب على الناس تحديد ما يجب الاحتفاظ به وما يجب التخلص منه. تقدم ماري كوندو بعض الأسئلة البسيطة التي يمكن استخدامها لتسهيل العملية، بدءًا من الأسئلة المنطقية وصولاً إلى الأسئلة العاطفية حسب نوعية العلاقة مع العنصر:
- ما هي الغاية من هذا العنصر؟
- هل قد أكمل هذا العنصر غايته بالفعل؟
- لماذا حصلت على هذا الشيء؟
- متى حصلت عليه؟
- كيف جاء إلى منزلي؟
على سبيل المثال، قد يكون لديك قرص DVD لا يزال في غلافه ولم تستخدمه منذ سنة أو أكثر. من المرجح أن يكون في مكان أفضل عند شخص آخر. ومن ثم هناك بعض الأشياء التي تتطلب تقييمًا عاطفيًا:
- هل يجعلني هذا الشيء سعيدًا عندما أراه أو أمسكه؟
- هل أراه أو أستخدمه بشكل منتظم؟
البطاقات المعايدة مثلًا تجلب رسائل الفرح من الأصدقاء والأحباء. لكن بعد استقبال الرسائل، يندر أن تنظر إليها مجددًا، مما يجعل من السهل التخلص منها بعد استلام الرسالة.
الفئة المستهدفة
من سيتمكن من تحقيق أكبر استفادة من كتاب “سحر الترتيب – الفن الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى”؟ إن هذا الكتاب يناسب الجميع، بدءًا من الطُلاب المراهقين الذين يعيشون في منازل مليئة بالفوضى ويحتاجون إلى تنظيم حياتهم، وصولًا إلى المدونين في عالم الأزياء الذين يجدون صعوبة في اتخاذ قرار حول ما يرتدونه، وكل شخص لا يتذكر متى كان آخر مرة قام فيها بتنظيف شامل لمنزله. الكتاب يقدم تقنيات بسيطة وفعّالة تساعد الجميع على إعادة اكتشاف منازلهم وتحويلها إلى مساحات مريحة ومنظمة.
الخلاصة
بشكل عام، يُعتبر كتاب “سحر الترتيب – الفن الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى” لماري كوندو تجربة تحويلية لكل من يقرأه. الكتاب لا يقدم نصائح عملية فقط بل يدعو القارئ إلى إعادة التفكير في كيفية تفاعله مع الأشياء والمكان من حوله. باستخدام تقنيات بسيطة تركز على الفرح والتنظيم، يمكن لأي شخص أن يحول منزله إلى ملاذ هادئ ومنظم. إذا كنت تبحث عن طريقة فعّالة لتبسيط حياتك والحصول على مكان أكثر صفاءً، فإن هذا الكتاب هو دليل ممتاز لهذه الرحلة. إنه ليس مجرد كتاب عن الترتيب، بل دعوة لاكتشاف الروحانية في البساطة.
