مراجعة كتب

مراجعة شاملة لكتاب “إنتاجية تشعرك بالسعادة” للدكتور علي عبدال – اكتشاف الرؤى والدروس الرئيسية

المقدمة

يقدم كتاب “إنتاجية تشعرك بالسعادة” للدكتور علي عبدال دليلاً عملياً ومنهجياً لتطوير فلسفة عمل وحياة قائمة على السعادة والاستدامة، بدلاً من الانضباط الصارم. يحتوي الكتاب على ثلاث ركائز رئيسية تصل إلى 54 تجربة مدعومة بالعلم تهدف إلى تحسين الإنتاجية والشعور بالسعادة. في زمنٍ يتزايد فيه الضغط والتوتر، تأتي أفكار عبدال كمصدر إلهام للتحول نحو نهج أكثر إيجابية وإنتاجية في الحياة.

الدكتور علي عبدال هو أحد أبرز الخبراء في مجال الإنتاجية، ويشتهر بقناته على اليوتيوب التي تضم أكثر من 5 ملايين مشترك. بعد تجربته الخاصة في مواجهة التحديات العملية كطبيب ومواصلته للدراسة في مجال علم النفس، وجد أن الشعور بالسعادة يمكن أن يكون مفتاح النجاح العملي. هذا الكتاب هو ثمرة لتلك الرحلة الملهمة.

الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية

الدرس الأول: كل شيء يبدأ بالطاقة وأنت بحاجة إلى ثلاثة عناصر رئيسية لزيادتها

يبرز الكتاب أن كل نشاط إنتاجي يحتاج إلى طاقة وأن مشاعر السعادة تساهم بشكل كبير في تعزيز هذه الطاقة. هناك ثلاثة عناصر رئيسية يمكن الاستفادة منها لزيادة الطاقة وهي: اللعب، والقوة، والناس.

  • اللعب: الجدّية الزائدة تُشعرنا بالتوتر، وهو ما يؤثر سلباً على أدائنا. من هنا يمكنك تحويل العمل إلى مغامرة أو لعبة فيديو لتقليل الضغط وزيادة المتعة.
  • القوة: الشعور بالثقة والقدرة على تشكيل مستقبلنا الشخصي والمهني يُعزز من إحساسنا بالقوة. هذا يمكن تحقيقه من خلال إتقان المهارات الصعبة وتحمل المسؤولية.
  • الناس: التواصل مع الأشخاص المناسبين الذين يرفعون من روحك المعنوية من خلال وجودهم فقط يمكن أن يكون عاملاً حاسماً في زيادة الطاقة.

يوصي الكتاب بتجارب عدة للاستفادة من هذه الأفكار، مثل تحويل العمل إلى لعبة فيديو أو طلب مساعدة الأصدقاء والزملاء عند الحاجة. عندما تشعر بانتهاء طاقة بطاريتك، يمكن العودة إلى هذه العناصر الثلاثة لزيادة الطاقة مرة أخرى.

الدرس الثاني: المشتتات الإنتاجية الثلاثة هي الخوف وعدم اليقين والجمود، ولكل منها علاج محدد

يعتبر عبدال أن الخوف وعدم اليقين والجمود هي العقبات الأكثر شيوعاً أمام الإنتاجية. ولحسن الحظ، يوجد علاج لكل منها:

  • الوضوح: تحديد ما يجب فعله يمكن أن يظهر من خلال أسئلة بسيطة مثل “لماذا؟ كيف؟ ماذا؟ ومتى؟”.
  • الشجاعة: التغلب على الخوف من خلال فهمه وتقليله والمضي قدماً. يمكن التعامل مع الخوف من خلال اسئلة مثل “لماذا لم أبدأ؟ وهل سيهم هذا الخوف بعد 10 سنوات؟”.
  • البداية: القيام بأي شيء حتى لو كان بسيطاً. “حركة الأشياء” تعد من أساسات التغلب على الجمود.

على سبيل المثال، يمكن وضع أهداف “NICE” وهي أهداف قريبة، تعتمد على المدخلات، قابلة للتحكم، ومحفزة. هذه الاستراتيجيات تساعد في البدء والحفاظ على الزخم الإيجابي في العمل.

الدرس الثالث: الإرهاق ليس مجرد إجهاد، هناك ثلاثة أنواع يجب تجنبها لتحقيق إنتاجية دائمة تفيض بالسعادة

بعد مغادرة المجال الطبي والتركيز على قناته على يوتيوب، وجد عبدال نفسه مرة أخرى يعاني من الإرهاق. بحثه في مفهوم الإرهاق قاده إلى اكتشاف ثلاثة أنواع منه:

  • الإرهاق الناتج عن الإفراط: الإجهاد الجسدي والعقلي الناتج عن محاولة فعل الكثير دون توقف. 
  • الإرهاق الناتج عن النفاد: الشعور بالفراغ الدائم نتيجة الاعتماد على فترات راحة قصيرة بدلاً من الراحة العميقة.
  • الإرهاق الناتج عن عدم التوافق: الشعور بفقدان المعنى في العمل عندما يصبح هناك فجوة بين الشخص وعمله.

لتجنب هذا الإرهاق، يجب الالتزام بعدة استراتيجيات مثل تقليل المهام، قضاء الوقت في الطبيعة، والتفكير الدائم في مسار الحياة. الهدف هو التركيز على الصورة الكبيرة بدلاً من عدد المهام التي يتم إنجازها يومياً. يكتب عبدال: “إذا تمكنت من الاستفادة من ما يجعلك تشعر بالطاقة والحيوية، يمكنك الوصول إلى أي مكان والاستمتاع أيضاً بالرحلة”.

الفئة المستهدفة

هذا الكتاب مفيد بشكل خاص للطلاب الجامعيين الذين يبدأون رحلتهم في تحسين إنتاجيتهم، والأطباء المشغولين الذين يواجهون صعوبة في مواكبة كل شيء، وأي شخص يشعر بالإرهاق والإجهاد. سيعجب هؤلاء القراء بفكرة الانتقال من الانضباط الصارم إلى نهج يستند إلى السعادة والمتعة.

الخلاصة

في النهاية، يعد كتاب “إنتاجية تشعرك بالسعادة” للدكتور علي عبدال دليلاً شاملاً ومشوقاً لبعض أفضل النصائح الإنتاجية المدعومة بالعلم. مع وجود 54 تجربة قابلة للتنفيذ، يمكن للقراء تخصيص النهج الذي يناسبهم وينقلهم نحو حياة أكثر إنتاجية وسعادة. إذا كنت تبحث عن طريقة جديدة وأكثر إيجابية للعيش والعمل، فإن هذا الكتاب يستحق القراءة بالتأكيد.

صقر العملات

محلل تقني متمرس في مجال العملات الرقمية، يقدم تحليلات دقيقة واستراتيجيات تداول مبتكرة في عالم التشفير.
زر الذهاب إلى الأعلى