تصميم حياتك: كيف تبني حياة مليئة بالنشاط والفرح – مراجعة شاملة لكتاب بيل بورنيت ودايف إيفانز
المقدمة
يعتبر كتاب “تصميم حياتك: كيف تبني حياة مليئة بالنشاط والفرح” لبيل بورنيت ودايف إيفانز دليلاً شاملاً يساعد الأفراد في الانتقال من حياة الوظائف الروتينية إلى حياة مليئة بالشغف والهدف والرضا. يستند الكتاب إلى برامج تدريسيّة تم تطويرها في جامعة ستانفورد، ويمزج بين تقنيات التفكير التصميمي وأدوات التخطيط الشخصي. يسعى المؤلفان إلى إلهام القراء واسترشادهم نحو حياة أكثر إشراقًا وسعادة.
عمل بيل بورنيت كبروفيسور في هندسة التصميم بجامعة ستانفورد، بينما يتمتع دايف إيفانز بخبرة واسعة في مجال التصميم أيضًا. اشتركا معًا في تطوير برامج دراسية تمحورت حول كيفية تصميم الحياة، مما أكسبهم شهرة واسعة وخبرة تتجلى بوضوح في هذا الكتاب.
الدروس المستفادة والرؤى الرئيسية
الدرس الأول: تأمل في الأعمدة الأربعة للحياة لتحديد مسارك
يبني الكتاب فكرته الأساسية على أن تصميم حياة مثمرة يبدأ بفهم وضعك الحالي وتقييمه من خلال أربعة أعمدة رئيسية: الصحة، العمل، اللعب، والحب.
لتجسيد هذا المفهوم، يستعير الكتاب مثالاً من تقنية استخدام خرائط جوجل؛ حيث يجب عليك معرفة موقعك الحالي لتصل إلى وجهتك المستقبلية. وفي حياتك الشخصية، يتطلب ذلك النظر بصدق إلى حالتك الحالية في كل من هذه الأعمدة الأربعة. هل تحقق توازنًا بين صحتك، وعملك، وأنشطتك الترفيهية، وعلاقاتك؟ قد تختلف الأولويات بين الأفراد؛ فقد يكون للشباب تركيز أكبر على اللعب بينما يولي الكبار اهتمامًا أكبر للعلاقات والصحة.
يعزز الكتاب الحاجة إلى تقييم دوري وصادق لحياتك لتحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين. على سبيل المثال، إن كنت قد أفرغت وقتًا أكثر من اللازم للعمل على حساب علاقاتك الشخصية، فقد حان الوقت لوضع أهداف تعيد التوازن.
الدرس الثاني: تحديد ما يملأك بالطاقة ويضعك في حالة “تدفق”
الأمر الآخر الذي يركز عليه الكتاب هو أهمية اكتشاف الأنشطة التي تشعرك بالطاقة وتضعك في حالة “تدفق”؛ وهي الحالة التي تكون فيها منخرطًا بعمق في ما تقوم به لدرجة تفقد معها إحساسك بالوقت. لتحقيق ذلك، ينصح الكتاب بإنشاء دفتر الأوقات الجيدة حيث يُدوّن فيه الفرد الأنشطة التي يقوم بها ومشاعره تجاهها.
التوثيق الشامل للأنشطة التي تضفي عليك شعورًا بالسعادة والإنغماس يمكن أن يكون خطوة هامة في تحديد المسار المهني أو الأنشطة الجديدة التي ترغب في متابعتها. بمجرد أن تبدأ في ملاحظة الأنشطة التي تمنحك إحساسًا بالرضا والطاقة، يمكنك البدء بتوجيه حياتك نحو هذه الاتجاهات.
تعطينا الأبحاث مثالاً على شخص اكتشف حبًا عميقًا لتقديم النصائح المهنية للشباب، مما دفعه إلى التحول من مسار وظيفي إلى آخر أكثر إرضاءً.
الدرس الثالث: تنويع الخيارات وتجربة المسارات المختلفة
يشجع الكتاب على عدم الاكتفاء بمسار واحد للحياة بل استكشاف عدة مسارات واختبارها. لا يوجد مسار واحد يقود إلى السعادة؛ يمكن للمرء أن يكتشف العديد من الطرق التي تحقق له الرضا الشخصي.
يروي الكتاب قصة شاب قرر خوض ثلاث تدريبات داخلية في آن واحد، ليستفيد من تجاربه المختلفة. خلال هذه التدريبات، اكتشف شغفه بإرشاد الأصدقاء حول مساراتهم المهنية، مما دفعه لاحقًا لتغيير مساره وتحقيق السعادة كمرشد مهني.
هذه القصة تلهمنا بمدى أهمية الانفتاح على التجارب الجديدة وفرز الخيارات المتاحة أمامنا. لا يجب أن نخشى من الفشل أو التغييرات؛ فكل تجربة هي خطوة نحو اكتشاف مسارنا الحقيقي.
الفئة المستهدفة
يستهدف كتاب “تصميم حياتك” كل من يرغب في إضفاء تأثير أعمق على حياته، ويشمل ذلك:
- الشباب الذين يعانون من التردد بشأن اختيار تخصصهم الدراسي أو الوظيفي.
- العمال الذين يشعرون بالركود في وظائفهم الحالية ويرغبون في تغيير مسارهم المهني.
- أي شخص يشعر بأنه ينجرف في الحياة دون هدف ويرغب في إيجاد معنى وغاية.
باختصار، إن كنت تبحث عن توجيه حياتك نحو مسار أكثر إشباعًا، فإن هذا الكتاب يُعد دليلاً عمليًا لك.
الخلاصة
بإيجاز، يقدم كتاب “تصميم حياتك” ثروة من الأدوات والاستراتيجيات التي يمكن للأفراد استخدامها لإعادة تصميم حياتهم بشكل يمنحهم الرضا والسعادة. يستند الكتاب إلى مبادئ التفكير التصميمي ويُضفي عليها صبغة عملية قابلة للتنفيذ. إن تطبيق الدروس المستفادة من هذا الكتاب يمكن أن يحدث تغييرًا جذريًا في حياة الأفراد، سواء من خلال إعادة تقييم التوازن بين الأعمدة الأربعة للحياة أو من خلال اكتشاف الأنشطة التي تمنحهم الطاقة والشغف.
إذا كنت تسعى لجعل حياتك أكثر استقرارًا ورضا، فإنني أوصي بقراءة هذا الكتاب والاستفادة من حكمة وتجارب بيل بورنيت ودايف إيفانز. إنه دليل خطوة بخطوة نحو حياة ملهمة ومليئة بالفرح.
