الفلبين تفرض ضريبة قيمة مضافة 12% على الخدمات الرقمية الأجنبية – اكتشف التفاصيل الآن!
وقع الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور رسميًا على القانون الجمهوري رقم 112023، الذي يفرض ضريبة قيمة مضافة (VAT) بنسبة 12٪ على الخدمات الرقمية المقدمة من مزودي الخدمة الرقمية المحليين والأجانب. تؤثر هذه الضريبة الجديدة على منصات شهيرة مثل نتفليكس وHBO وديزني+ وعمالقة التجارة الإلكترونية مثل أمازون وشوبي، لضمان أن الشركات الأجنبية تساهم في الضرائب عند تقديم خدمات للسوق الفلبيني.
وقال ماركوس خلال حفل التوقيع: “التغيير السريع في مشهدنا الرقمي خلق فجوة في نظامنا الضريبي. اليوم، وقعنا على قانون ضريبة القيمة المضافة على الخدمات الرقمية ونحن نقوم الآن بتجسير هذه الفجوة. مع هذا القانون، نقول إن وجودك في السوق الفلبينية يجب أن يكون حقيقيًا مثل أرباحك، وأن يكون بالتالي التزاماتك الضريبية ملموسة أيضًا.”
توضيح ماركوس حول عدم فرض ضرائب جديدة
أوضح ماركوس أيضًا أنه لا يتم فرض ضرائب جديدة، ولكن تم تمكين مكتب الإيرادات الداخلية (BIR) من جمع ضريبة القيمة المضافة على هذه الخدمات بفعالية. تتعلق هذه الخطوة بسد الثغرات في الإطار الضريبي الحالي، وضمان خضوع مزودي الخدمة الرقمية الأجانب لنفس الالتزامات المسندة لنظرائهم المحليين.
تحقيق التوازن بين الشركات المحلية والأجنبية
أحد الأهداف الرئيسية للقانون رقم 112023 هو التأكد من وجود منافسة عادلة بين مزودي الخدمات المحليين والأجانب. خلال الجائحة، دخلت العديد من الشركات الأجنبية السوق الفلبينية دون دفع ضرائب، ما خلق ميزة غير عادلة أثرت سلبًا على الشركات المحلية المثقلة بالضرائب.
وقد أكد النائب جوي سالسيدا، رئيس لجنة الطرق والوسائل في مجلس النواب، أن القانون يعالج هذا الخلل. وقال سالسيدا إن مزودي الخدمة الأجانب استمتعوا بالدخول المعفى من الضرائب، في حين كان منتجو المحتوى المحليون يدفعون ضريبة القيمة المضافة وضرائب الدخل. وأضاف أن هذا “الظلم” استمر لسنوات، ومع دخول القانون حيز التنفيذ، سيكون جميع مزودي الخدمة الرقمية، بغض النظر عن الأصل، ملزمين بالامتثال للوائح الضريبية نفسها.
نطاق القانون رقم 112023: ما هي الخدمات المشمولة؟
ينطبق القانون رقم 112023 على مجموعة واسعة من الخدمات الرقمية المقدمة عبر المنصات الإلكترونية، بما في ذلك خدمات البث، والتجارة الإلكترونية، ومحركات البحث، والحوسبة السحابية. ستخضع منصات مثل نتفليكس وديزني+ وShein وTemu لضريبة القيمة المضافة بنسبة 12٪.
حتى دون وجود فعلي في الفلبين، يجب على الشركات الأجنبية التسجيل في BIR إذا تجاوزت مبيعاتها الإجمالية أو إيراداتها 3 ملايين بيزو فلبيني (53,396 دولارًا أمريكيًا) سنويًا.
وأوضح مفوض BIR روميو لوماغوي أن الوكالة ستراقب الامتثال وستحاسب المنصات على إدارة البائعين في أسواقها.
استثناءات لتعزيز التعليم والابتكار
أكد ماركوس أن القانون يهدف إلى دعم الابتكار مع حماية القطاعات الحيوية. تُعفى الخدمات التعليمية والخدمات ذات الأهمية العامة من ضريبة القيمة المضافة، بما في ذلك الدورات والندوات عبر الإنترنت المعترف بها من قبل وزارة التعليم أو لجنة التعليم العالي. يضمن ذلك بقاء الخدمات الأساسية ميسورة الوصول وبأسعار معقولة، خاصة في قطاع التعليم.
وقال ماركوس: “هذا القانون أكثر من مجرد ضمان الامتثال الضريبي، فهو أيضًا لدعم بناء الأمة”، مؤكدًا تأثيره الأوسع على رفاهية الجمهور.
تأثير على المستهلكين ورسوم الاشتراك
أثار النقاد قلقًا بشأن الزيادة المحتملة في رسوم الاشتراك للمستهلكين. أوضح مفوض BIR لوماغوي أن مزودي الخدمة الرقمية قد يعدلون تسعيرهم بسبب ضريبة القيمة المضافة، ولكن أي زيادة في الأسعار تعتمد على تقديرهم.
انتقد النائب السابق لكارلوس زارات القانون باعتباره “ضد المستهلك”، مشيرًا إلى أن الفلبينيين من الطبقة المتوسطة قد يتحملون العبء الأكبر من تكاليف الزيادة بدلاً من الشركات الدولية الكبيرة.
تخصيص الإيرادات: تعزيز الصناعات الإبداعية
“خلال السنوات الخمس المقبلة، نتوقع جمع 105 مليار بيزو فلبيني (1.86 مليار دولار) من هذا الإجراء. هذا يكفي لبناء 42,000 فصل دراسي، وأكثر من 6,000 وحدة صحية ريفية، و7,000 كيلومتر من طرق المزارع إلى الأسواق،” قال الرئيس.
وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص خمسة بالمائة من الإيرادات المجمعة بموجب هذا القانون لصناعاتنا الإبداعية. هذا يعني أن فنانيينا وصانعي الأفلام والموسيقيين – الأشخاص الذين يملأون منصاتنا بالقصص والمحتوى – سيستفيدون بشكل مباشر. يضمن ذلك أن مواهبنا الإبداعية لن تكتفي بالبقاء في سوق رقمي تنافسي فحسب، بل ستزدهر.”
التعلم من دول جنوب شرق آسيا الأخرى
تتبع الفلبين خطى الدول المجاورة مثل سنغافورة وإندونيسيا وماليزيا وتايلاند، والتي نفذت جميعها مؤخرًا تدابير ضريبية رقمية مماثلة. إن نجاح هذه الدول في فرض ضريبة القيمة المضافة على مزودي الخدمة الرقمية الأجانب يعمل كنموذج للفلبين وهي تتبنى هذا النهج التنظيمي الجديد.
خطوة نحو اقتصاد رقمي أكثر عدلاً
أبرز ماركوس القانون كخطوة حاسمة نحو اقتصاد رقمي أكثر إنصافًا. وقال: “لشعبنا، الذين يستحقون نظامًا يعمل من أجلهم، يجب أن يوفر هذا القانون إيرادات تشتد الحاجة إليها للمساهمة في بناء مستقبل أفضل لنا جميعًا. أدعو جميع الشركات ورواد الأعمال المشمولين بهذا القانون إلى دعمه.” وأضاف: “أدعو أيضًا الهيئات الحكومية المعنية إلى إصدار القواعد اللازمة وتنفيذ الخطوات المطلوبة لتفعيل هذا القانون في الفترة المحددة في القانون.”
بفضل القانون رقم 112023، تضمن الفلبين أن تساهم كل من الشركات المحلية والأجنبية على حد سواء في تنمية البلاد، مما يشكل تغيرًا في كيفية فرض الضرائب وتنظيم الخدمات الرقمية.
الأسئلة الشائعة
- ما هو الغرض من القانون رقم 112023؟
يهدف القانون إلى فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 12٪ على الخدمات الرقمية المقدمة من مزودي الخدمة المحليين والأجانب، وذلك لضمان تحقيق منافسة عادلة وجمع الإيرادات اللازمة لتنمية البلاد.
- ما هي الخدمات المشمولة بالقانون؟
يشمل القانون خدمات البث، والتجارة الإلكترونية، ومحركات البحث، والحوسبة السحابية، وحتى إذا لم يكن للشركات حضور مادي في الفلبين، يجب عليها التسجيل إذا تجاوزت إيراداتها 3 ملايين بيزو فلبيني سنوياً.
- هل هناك أي استثناءات في القانون؟
نعم، تُعفى الخدمات التعليمية والخدمات ذات الأهمية العامة من ضريبة القيمة المضافة لضمان بقاء هذه الخدمات ميسورة الوصول وبأسعار معقولة، خاصة في قطاع التعليم.