بيتكوين تنخفض عن 50,000 دولار: هل يقترب البجعة السوداء من سوق العملات الرقمية؟

بيتكوين تلامس أدنى مستوى لها في عدة أشهر مع انهيار الأسواق المالية. ماذا حدث لسوق العملات الرقمية في الاثنين الأسود؟

من 4 إلى 5 أغسطس: السقوط الكبير لسوق العملات الرقمية

شهد سوق العملات الرقمية تراجعًا كبيرًا خسر فيه بيتكوين (BTC) قيمته ليصل إلى ما دون $50,000، وكذلك إيثريوم (ETH) الذي بلغ $2,200. إثر ذلك، شهدت بقية الأصول الرقمية ضمن العشرة الأوائل من حيث رأس المال السوقي تراجعًا كبيرًا أيضًا.

موجة تسويات واسعة في العقود الآجلة

أدى الانهيار الكبير إلى موجة من التسويات في العقود الآجلة بلغت أكثر من $1 مليار في يوم واحد، مع تفوق واضح للمراكز الطويلة.

لماذا تتراجع العملات الرقمية الآن؟

يرتبط انهيار سوق العملات الرقمية بعدة عوامل، منها الارتباط الوثيق بالأسواق المالية التي هبطت منذ الأسبوع الماضي، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتغيرات الأخيرة في سياسة بنك اليابان المركزي ورفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة، مما يضيف مزيدًا من عدم اليقين.

بالإضافة إلى ذلك، يناقش أعضاء المجتمع دور لاعب كبير في تفريغ السوق. يشير المحللون على السلسلة إلى تسوية صانع السوق Jump Crypto. في وقت سابق، فتح Jump Crypto 120,000 wETH في Lido وباع معظمها، مما أشعل فتيل انهيار إيثريوم.

تحليل Spot On Chain

لاحظ المتخصصون في Spot On Chain أنه خلال الـ 11 يومًا الماضية، تم نقل أكثر من 100,000 ETH من محافظ يعتقد أنها مرتبطة بشركة Jump Trading إلى البورصات المركزية. بدأت الشركة في تحريك الأصول في 25 يوليو — بعد يومين من الإطلاق الرسمي لصندوق الاستثمار إيثريوم ETF في الولايات المتحدة.

في 4 أغسطس، تم سحب 17,576 ETH بقيمة $46.78 مليون من عنوان Jump Trading. بلغ إجمالي الأصول التي تم تحويلها إلى البورصات أكثر من 104,000 ETH. وفقًا لمنصة Arkham Intelligence، تواصل الشركة الاحتفاظ بأصول في rETH وwstETH وإيثريوم بقيمة $109.4 مليون.

تأثير عوامل أخرى على السوق

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت مدفوعات Mt. Gox للدائنين، وضعف الديناميكيات المتعلقة بصناديق ETFs، والتغيرات في السباق السياسي الأمريكي في تراجع السوق.

ما قاله الخبراء

يشير الاقتصادي ورئيس شركة Euro Pacific Capital للوساطة المالية، بيتر شيف، إلى أن التوجه سيزداد مع بدء التداول في سوق الأسهم الأمريكية. وأوضح أن الذهب انخفض بنسبة 45% من أعلى مستوياته في نوفمبر 2021. الآن، استعاد الذهب مستواه فوق $50,000، لكن من الضروري الانتظار حتى افتتاح سوق الأسهم.

فيما يتعلق بانخفاض إيثريوم، يعتقد المحلل الرقمي المعروف باسم DeFi Mochi على منصة X أن السبب الرئيسي للانخفاض الحاد هو المبيعات الضخمة للصناديق الكبرى. ساهم لاعبون في السوق مثل Paradigm وGrayscale في هذا الانخفاض.

هل تواجه سوق العملات الرقمية بجعة سوداء؟

نظرية “البجعة السوداء” تنطبق على الأسواق التقليدية والرقمية على حد سواء. سنقوم بتحليل كيفية حدوث ذلك.

صاغ النظرية الاقتصادي ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا “البجعة السوداء”، نسيم نيكولاس طالب. يشير المصطلح إلى الأحداث التي يصعب التنبؤ بها أو تجاهلها وإلى ذات العواقب الكبيرة.

يوضح طالب أن الناس على مدى مئات السنين اعتقدوا أن جميع البجع أبيض، وكان يُنظر إلى البجعة السوداء كعلامة على الاستحالة. ومع ذلك، تغير هذا الافتراض عندما زار الأوروبيون أستراليا لأول مرة وصُدموا برؤية البجع الأسود يسبح في بحيراتهم.

كتاب “البجعة السوداء”

في كتابه، يعتبر طالب أن الحرب العالمية الأولى، تطوير الإنترنت، والأزمة المالية العالمية لعام 2008 كلها “بجعات سوداء”.

ما هو المشترك بين هذه الأحداث غير المتوقعة؟ يجب أن تتوافر ثلاثة خصائص محددة لحدوث حدث بجعة سوداء:

• الحدث يجب أن يكون غير متوقع: تكون احتمالية حدوثه منخفضة، وقد تكون هناك العديد من الظروف المشابهة التي لم تؤد إلى تلك الأحداث.
• impactoالتأثير القوي: عندما يحدث حدث بجعة سوداء، يكون له تأثير كبير على العالم من حوله. هذا التأثير يمكن أن يكون إيجابياً، لكنه في معظم الحالات يكون كارثي.
• سهولة التفسير: رغم أن أحداث البجعة السوداء غير متوقعة، قد يكتشف الناس لاحقاً أن مثل هذه الأحداث غير المحتملة كان من الممكن التنبؤ بها.

بجعات سوداء هامة في سوق العملات الرقمية

واحدة من أبرز بجعات السوداء في عام 2022 كانت انهيار منصة FTX. واجهت منصة التداول الرقمية مشكلات قانونية وعدم استقرار داخلي وتحقيقاً من هيئة الأوراق المالية والبورصات. انهار السوق حيث حاول المستخدمون المسعورون سحب أموالهم من المنصة، ولم يتمكن عديد المستخدمين من استعادة كل أموالهم قبل إغلاق المنصة.

بفضل الترابط بين العملات الرقمية المحددة، يمكن أن تسبب الأحداث غير المتوقعة إلى تراجع عدة عملات في وقت واحد. في مايو 2022، قام أحد مستخدمي Terra الذي كان يمتلك كمية كبيرة من UST (المعروفة الآن باسم USTC) ببيع جميع عملاته. أدى هذا إلى انهيار رأس المال في UST، وبدأ المستخدمون في تحويل أموالهم إلى العملات المستقرة.

في مارس 2020، ظهرت أحد أحداث البجعة السوداء الأولى في العملات الرقمية — جائحة كورونا، التي أثرت على جميع الأسواق، بما في ذلك العملات الرقمية. في مارس 2020، لاحظ المحلل Willy Woo أن شيئا غريبا كان يحدث في السوق، وهو ما انعكس في نشاط المستثمرين. في نفس الوقت، اقترح Woo أن الصناعة واجهت بجعة سوداء.

بعد يوم واحد فقط من اعتراف منظمة الصحة العالمية بالجائحة، انخفض سعر البيتكوين بنحو 50%. سرعان ما تبعتها العملات الرقمية الأخرى، وانخفضت القيمة السوقية بمقدار 40% في يوم واحد. بالنسبة لبعض المستثمرين، كان هذا يعني الخراب المالي.

هل يمكن التنبؤ بأحداث البجعة السوداء والاستعداد لها؟

الانهيار الحاد لسوق العملات الرقمية وتراجع بيتكوين إلى أدنى مستوى في عدة أشهر قد يشير إلى أن صناعة العملات الرقمية لم تكن مستعدة لعواقب الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، تشير أحداث البجعة السوداء إلى تراجعات مطولة في سوق العملات الرقمية، لذلك يبدو من المبكر الحديث عن حدوثها.

من الضروري تذكر أن أحداث البجعة السوداء هي جزء لا مفر منه من الحياة في سوق العملات الرقمية. قد تكون كارثية، ولكنها قد تمثل أيضًا فرصًا. المفتاح هو أن تكون مستعدًا لها وأن يكون لديك خطة جاهزة في حال حدثت.

أهم شيء يجب تذكره بشأن البجعات السوداء هو أنها غير قابلة للتنبؤ. من المستحيل معرفة متى وأين ستحدث، ولا ما ستكون بالضبط العواقب. ومع ذلك، يمكن للمستثمرين الاستعداد بشكل أفضل لها واستخدامها لمصلحتهم من خلال أن يكونوا على دراية بها وفهم كيفية عملها.